تأخّرة عن ذلك العصر ـ (١).
المرحلة الثالثة : التصريح بوضوح بوجود مخلّص يظهر في آخر الزمان ، من ذلك قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) [ الأنبياء ].
ورأينا في الفصول السابقة كيف ينقل العهد الجديد البشارة بالمهدي عجل الله تعالى فرجه في مزامير داود عليهالسلام ، ومن ذلك بشارة عيسى عليهالسلام بالنبي محمّد صلىاللهعليهوآله بوصفه الرسول الذي ستقوم دولة المهدي على أساس رسالته ودعوته : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَ ذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ) [ الصف ].
المرحلة الرابعة : مع الإسلام بلغت فكرة المخلّص أوجهاً ، ومنحت كلّ الأبعاد وكلّ التفاصيل الدقيقة ، خاصّة في ظلال مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، وأصبح المهدي مشخّصاً معروفاً في ذاته وصفاته وآفاق حركته وانتصاراته ، إنّه الإمام الثاني عشر : محمّد بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه ـ ولسنا في معرض الاستدلال بالروايات على ذلك فمن أراد فليراجع الكتب العديدة التي كتبت لذلك ـ.
هذا هو المخلّص الذي جاهد خطّ الأنبياء عبر التاريخ في إيصال البشرية إلى المستوى الذهني والروحي لتكون قادرة على تحمّل فكرته بجميع دقائقها.
__________________
١ ـ محمّد صادق الصدر ، اليوم الموعود ، ص ٥٢٤.