الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ) [ طه ].
( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ) [ الأعراف ].
وقد فسّر المفسّرون بدو السوءة وظهورها بالتمايل الجنسي المستلزم للغذاء والنمو ، ومن هنا نفهم الربط بين الأكل من الشجرة وظهور العورة ، ونفهم من سياق الآيات أنّ الأكل من الشجرة وظهور السوءة كان لابدّ منه ، وقد تحقّق فعلياً بسوء اختيار آدم وزوجته نتيجة لغواية الشيطان الذي اتخذ على نفسه عهداً أن يغوي آدم ونسله ويضلّهم.
وهذا يؤكّد أنّ دور الشيطان لا يخرج عن التخطيط الإلهي؛ بل يخدم أهداف هذا التخطيط في النهاية ويعزّز مفهوم الاختيار والامتحان والابتلاء للإنسان.
بعد تجربة الجنّة وفترة الحضانة ، اكتمل إعداد آدم تكوينياً ونفسياً لمهمّة الاستخلاف فكان الهبوط إلى الأرض وبدء المسيرة الإنسانية.
فالإنسان من جهته يحاول أن يكون في مستوى الخلافة الإلهية ومؤدّياً للأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال حملها.
والشيطان من جهته يسعى لتضليل الإنسان وإبعاده عن سبيل الهدى والفلاح ، ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) [ الأعراف ].
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) [ الحجر ].
( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَ ذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) [ الإسراء ].
وأُبهِمَ على كثيرين موضوع الشيطان ودوره ووسوسته ، فظنّوا أنّ الأمر بهذه