مكانة القاضي في درس الشيخ الطوسي وان منزلته لم تكن منزلة التلميذ بل كان رجلا مجتهدا ذا رأى ونظر ربما قدر على إقناع أستاذه وإلزامه برأيه.
٥ ـ ان الناظر في ثنايا كتاب « المهذب » يرى بأن المؤلف ـ المترجم له ـ يعبر عن أستاذ السيد المرتضى بلفظة « شيخنا » بينما يعبر عن « الشيخ الطوسي « بلفظة الشيخ أبو جعفر الطوسي » لا بـ « شيخنا » والفارق بين التعبيرين واضح وبين.
وهذا وان لم يكن قاعدة مطردة في هذا الكتاب الا انها قاعدة غالبية. نعم عبر في « شرح جمل العلم والعمل » عنه بـ « شيخنا » كما نقلناه.
٦ ـ ينقل هو رأى الشيخ الطوسي ـ رحمهالله ـ في مواضع كثيرة بلفظ « ذكر » أى قيل ، وقد وجدنا موارده في مبسوط الشيخ ـ رحمهالله ـ ونهايته.
ولا شك أن هذا التعبير يناسب تعبير الزميل عن الزميل لا حكاية التلميذ عن أستاذه وعلى كل تقدير فرحم الله الشيخ والقاضي بما أسديا إلى الأمة من الخدمات العلمية ، ووفقنا للقيام بواجبنا تجاه هذين العلمين ، والطودين الشامخين ، سواء أكانا زميلين أو استاذا وتلميذا.
استمرار الاجتهاد والمناقشة في آراء الشيخ :
لقد نقل صاحب المعالم عن والده ـ الشهيد الثاني ـ رحمهالله بأن أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ كانوا يتبعونه في الفتوى تقليدا له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به فلما جاء المتأخرون وجدوا أحكاما مشهورة قد عمل بها الشيخ ومتابعوه فحسبوها شهرة بين العلماء ، وما دروا أن مرجعها الى الشيخ وأن الشهرة إنما حصلت بمتابعته.
قال الوالد ـ قدس الله نفسه ـ : وممن اطلع على هذا الذي تبينته وتحققته من غير تقليد : الشيخ الفاضل المحقق سديد الدين محمود الحمصي ، والسيد رضي الدين ابن طاوس ، وجماعة.
وقال السيد ـ رحمهالله ـ في كتابه المسمى : بـ « البهجة لثمرة المهجة » : أخبرني