العام فهو : المطر ، والوحل ، والريح الشديد ، وما جرى مجرى ذلك ، واما الخاص فهو الخوف والمرض ، ومدافعة الأخبثين ، وفوات الرفاق ، وحضور الطعام مع شدة الحاجة إلى أكله ، أو خبز أو طبيخ يخاف على تلفهما ان تركهما ، أو يكون له عليل ، أو مريض شديد ، أو يغلبه النعاس الكثير يخاف من انتظار الجماعة عليه النوم وانتقاض الطهر فتفوته الصلاة ، أو إباق عبد أو هلاك مال ، أو ما يجرى مجرى ذلك.
وتنعقد الجماعة بشرطين أحدهما العدد ، والأخر الأذان والإقامة ، وأقل ما ينعقد به العدد ثلاثة أحدهم الامام ، وينبغي أن يعدل الصفوف ، ويكون بين كل صفين مربض عنز وما أشبه ذلك ، ولا يمكن أحد من الصبيان والعبيد ، والنساء والمخنثين من الوقوف في الصف الأول ، وإذا امتلأت الصفوف ووقف الإنسان وحده كان جائزا ، وإذا رأى الإنسان خللا في الصف فيستحب ان يسده بنفسه ، ويجوز للإنسان أن يقف بين الأساطين ، وإذا وقف الرجل بحيث يكون بينه وبين الامام ساتر من جدار وما جرى مجراه أو كان خلف المقاصير (١) التي ليست مخرمة (٢) لم تكن صلاته جماعة ، وقد رخص للنساء في ذلك ، وأفضل الصفوف الصف الأول وما قرب من الامام ، وكان عن يمينه ، وإذا صلى في المسجد جماعة ، فإنه يكره ان تصلى فيه تلك الصلاة بعينها جماعة.
وان حضر قوم بعد الصلاة وأرادوا أن يصلوا جماعة وكانت الصفوف لم تنقض جاز أن يتقدم واحد منهم ويصلى بهم ، ولا يصلى بهم الذي كان أم الناس ولا يؤذن ولا يقام لها ، لأن الأذان والإقامة المتقدمة كافية في ذلك ، وان كانت الصفوف قد انقضت اذن واقام وصلى بهم.
__________________
(١) المقاصير جمع المقصورة : والمراد بها مقام الإمام ، أي ما يحجر فلا يدخل فيه غيره ( راجع الجواهر ، ج ١٣ ، ص ١٥٦ )
(٢) المخرمة : ما فيها ثقب وانشقاق