قائمة الکتاب
في كربلاء
١٦٢
إعدادات
العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام
العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام
المؤلف :باقر شريف القرشي
الموضوع :سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر :دار المعروف للطباعة والنشر
الصفحات :238
تحمیل
وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صَبابَةٌ كَصَبابَةِ الْإِناءِ ، وَخَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى الْوَبيلِ (١) ، أَلَا تَرَوْنَ إِلى الْحَقِّ لَا يُعْمَلُ بِهِ ، وَإِلَى الْباطِلِ لَا يُتَناهَىٰ عَنْهُ ، لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقاءِ اللهِ ، فَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلّا سَعادةً وَالْحَياةَ مَعَ الظّالِمِينَ إِلّا بَرَماً (٢) .
لقد أعلن أبو الأحرار بهذا الخطاب عمّا حلّ به من المحن والبلوى ، وأعلم أهل بيته وأصحابه عن عزمه الجبّار وإرادته الصلبة في مقارعة الباطل ، وإقامة الحقّ الذي آمن به في جميع أدوار حياته .
وقد وجّه إليهم هذا الخطاب ليكونوا على بيّنة من أمرهم ، ويشاركوه في تحمّل المسؤوليّة ، وقد هبّوا جميعاً وهم يسجّلون في تاريخ البشريّة أروع الأمثلة للتضحية والفداء من أجل إقامة دولة الإسلام .
وكان أوّل من تكلّم منهم زهير بن القين ، وهو من أفذاذ الأحرار ، فقال له : سمعنا ـ يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا فيها مخلّدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها (٣) .
ومثّلت هذه الكلمات شرف الإنسان الذي لا يضاهيه شرف ، وقد حكى ما في نفوس أصحابه الأحرار من الولاء لريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والتفاني في سبيله .
وانبرى بطل آخر من أصحاب الإمام وهو برير (٤) الذي وهب حياته لله ، فقال له :
__________________________
(١) المرعى الوبيل : هو الطعام الوخيم الذي يخاف وباله ، أي سوء عاقبته . لسان العرب : ١٥ : ٢٠٢ ـ وبل .
(٢) المعجم الكبير / الطبراني : ٣ : ١١٤ ـ ١١٥ ، الحديث ٢٨٤٢ . حلية الأولياء : ٢ : ٣٩ . تاريخ مدينة دمشق : ١٤ : ٢١٧ ـ ٢١٨ . تاريخ الإسلام ـ حوادث ٦١ ـ ٨٠ : ١٢ .
(٣) اللهوف : ٤٨ . بحار الأنوار : ٤٤: ٣٨١ . عوالم العلوم : ١٧ : ٢٣٢ . تاريخ الاُمم والملوك : ٤ : ٣٠٥ و ٣٠٦ ، وفيه : « قد سمعنا . . . مخلدين إلّا أنّ فراقها في نصرك ومواساتك لآثرنا . . . » .
(٤)
وفي تاج العروس أثبته يزيد بن خضير ، والأصحّ برير ، كما عليه الأكثر . راجع =