احتلال البصرة لأنّ لهم بها شيعة وأنصاراً ، وأعلنوا بعد ذلك العصيان المسلّح وزحفوا نحو البصرة ، وقد التحق بهم بهائم البشر ، وحثالات الشعوب من الذين ليس لهم فكر ولا وعي ، وساروا لا يلوون على شيء حتّى انتهوا إلى البصرة ، وبعد مقاومة عنيفة بينهم وبين الحكومة المركزيّة فيها استطاعوا احتلالها ، وألقوا القبض على حاكمها عثمان بن حنيف وجيء به مخفوراً إلى عائشة ، فأمرت بنتف لحيته ، فنتفتها جلاوزتها وعاد ابن حنيف بعد لحيته العريضة شابّاً أمرداً .
ولمّا وافت الأنباء الامام أمير المؤمنين عليهالسلام بتمرّد عائشة ، واحتلالها لمدينة البصرة ، سارع بجيوشه للقضاء على هذا الجيب المتمرّد ، خوفاً من أن تسري نار الفتنة إلى بقيّة الأمصار الإسلاميّة ، وقد ضمّ جيشه القوى الواعية في الإسلام أمثال الصحابي العظيم عمّار بن ياسر ، ومالك الأشتر ، وحجر بن عدي ، وابن التيهان ، وغيرهم ممّن ساهموا في بناء الإسلام ، وإقامة ركائزه في الأرض .
وسارت جيوش الإمام حتّى انتهت إلى البصرة فوجدوها محتلّة بجنود مكثّفة ، وهم يعلنون الطاعة والولاء لاُمّهم عائشة ، فأرسل الإمام رسله إلى أعضاء القيادة العسكريّة في جيش عائشة ، كطلحة والزبير ، فعرضوا عليهم السلم والدخول في مفاوضات بينهم وبين الإمام حقناً لدماء المسلمين ، فأبوا وأصرّوا على التمرّد والعصيان مطالبين بوقاحة بدم عثمان ، وهم الذين أطاحوا بحكومته وأجهزوا عليه .
ولمّا نفدت جميع الوسائل التي اتّخذها الإمام عليهالسلام للسلم اضطّر إلى إعلان الحرب عليهم ، وجرت بين الفريقين معركة رهيبة سقط فيها أكثر من عشرة آلاف مقاتل ، وأخيراً نصر الله الإمام على أعدائه ، فقد قُتل طلحة والزبير والكثيرون من أنصارهم ، وملئت ساحة المعركة بجثث قتلاهم ، وقذف الله الرعب في قلوب الأحياء منهم ، فولّوا منهزمين قابعين بالذلّ والعار .
واستولى جيش الإمام
على عائشة القائدة العامّة للمتمرّدين ، وحملت بحفاوة