في مال نصفا وثلثا وربعا. (١)
ثم إن اعتمادهم في الرواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام لما ادعوه من قوله بالعول في الفرائض ، على أخبار آحاد ، لا يعول على مثلها في الشرع ، ثم هي موقوفة على الشعبي (٢) والنخعي (٣) والحسن بن عمارة ، والشعبي ولد في سنة ست وثلاثين ، والنخعي ولد في سنة سبع وثلاثين ، وأمير المؤمنين عليهالسلام قتل في سنة أربعين ، فلا يصح روايتهما عنه ، والحسن بن عمارة مضعف عند أصحاب الحديث (٤) ، ولما ولي المظالم قال سليمان بن مهران الأعمش (٥) : ظالم ولي المظالم.
وأما ما ادعوه من قوله عليهالسلام : صار ثمنها تسعا ، فرواه سفيان (٦) عن رجل لم يسمه ، والمجهول لا يعتمد (٧) بروايته ، على أنه يتضمن ما لا يليق به عليهالسلام ، لأنه سئل عن ميراث المذكورين ، فأجاب عن ميراث الزوجة فقط ، وإغفال من عداها ـ وقد سئل عنه ـ غير جائز عليه عليهالسلام.
وقد قيل : إن الخبر لو صح لاحتمل أن يكون المراد به ، صار ثمنها تسعا عند من يرى العول ، على سبيل التهجين له والذم ، كما قال تعالى (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (٨) ، أي عند قومك وأهلك ، واحتمل أيضا أن يكون أراد الاستفهام ، وأسقط حرفه ، كما روي عن ابن عباس في قوله تعالى (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (٩) ، وكما قال عمر بن أبي ربيعة :
__________________
(١) التعليق المغني على الدار قطني : ٤ ـ ٦٩ والمحلى : ٨ ـ ٢٧٩ والمبسوط للسرخسي : ٢٩ ـ ١٦٢ والمغني لابن قدامة : ٧ ـ ٢٧ والتهذيب : ٩ ـ ٢٤٨ ح ٩٦٢ و ٩٦٣ باختلاف يسير.
(٢) أبو عمر عامر بن شراحيل الشعبي ، كوفي من شعب همدان ، روى عن علي عليهالسلام وزيد بن ثابت وسعيد بن زيد ، وروى عنه أبو إسحاق والأعمش ، مات سنة ١٠٤ وقيل ١٠٧ ه ـ ، لاحظ طبقات الفقهاء : ٨٢ وتهذيب التهذيب : ٥ ـ ٦٥.
(٣) تأتي ترجمته ص ٣٢١
(٤) قال العسقلاني في ذيل ترجمة الحسن بن عمارة نقلا عن السهيلي : إنه ضعيف بإجماع منهم ، تهذيب التهذيب : ٢ ـ ٣٠٤.
(٥) تأتي ترجمته ص ٣٢١
(٦) والظاهر أنه سفيان بن عيينة المتوفى سنة ١٩٨ ه ـ ، لاحظ تهذيب التهذيب : ٤ ـ ١١٧.
(٧) في «ج» و «س» : لا يعتد.
(٨) الدخان : ٤٩.
(٩) البلد : ١١.