السابع : أن لا يكون ممّن اتّخذ السفر عملاً وشغلاً له (١) كالمكاري والجمال والملاح والساعي والراعي ونحوهم ، فإنّ هؤلاء يتمّون الصلاة والصوم في سفرهم الذي هو عمل لهم وإن استعملوه لأنفسهم كحمل المكاري متاعه أو أهله من مكان إلى مكان آخر
______________________________________________________
بيت متنقّل سيار فيه من الأثاث ما يحتاج إليه من خيم وفراش ومتاع ونحوها من لوازم البيت ، ويسير لغاية دنيوية أو أُخروية ، فهل يقصّر في هذه الصورة ، أو يتم نظراً للبيت الذي استصحبه؟
الظاهر وجوب القصر ، لصدق اسم المسافر عليه عرفاً ، غايته أنّه مسافر متمكّن يأخذ معه جميع وسائل الراحة ، ومثله لا يكون مشمولاً للموثّق ولا للمرسل ، لظهورهما في من يكون بيته ومنزله معه ، لا من يأخذ معه ما يحتاج إليه في سفره ، فليس هذا ممّن بيته معه ، فإنّه منصرف عن ذلك كما لا يخفى.
نعم ، لو كان لهذا الشخص بيتان بيت مستقر وآخر غير مستقر ، فله مقرّ في الشتاء مثلاً ، ورحلة في الصيف يطلب العشب والكلأ ولا يستقر في مكان ، فهذا في حكم ذي الوطنين ، وهو في الحقيقة مورد لانطباق عنوانين ، عنوان المتوطِّن وعنوان من بيته معه حسب اختلاف الزمانين ، فيتم أيضاً إذا ارتحل من مقرّه فإنّه بعدُ في بيته ولكن في بيته الآخر ، ولأجله يجب التمام في كلا البيتين.
(١) كما دلّت عليه صحيحة زرارة ، قال «قال أبو جعفر (عليه السلام) : أربعة قد يجب عليهم التمام في سفر كانوا أو حضر : المكاري والكري والراعي والاشتقان لأنّه عملهم» (١) ورواه الصدوق في الخصال مثله إلّا أنّه ترك لفظ «قد» (٢) ولعلّه
__________________
(١) الوسائل ٨ : ٤٨٥ / أبواب صلاة المسافر ب ١١ ح ٢.
(٢) الخصال : ٢٥٢ / ١٢٢.