.................................................................................................
______________________________________________________
أمّا الكوفة : فالروايات الواردة فيها مختلفة :
فمنها : ما تضمّن التعبير بحرم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي صحيحة حماد بن عيسى المتقدّمة (١).
ولكنّها مجملة لم يعلم المراد من الحرم ، وأنّه مطلق البلد أم خصوص المسجد وإن كان قد يستشعر الأوّل بمقتضى مناسبة الحكم والموضوع ، حيث إنّ مكّة والمدينة المذكورين في الصحيحة بتمامهما حرم الله ورسوله كما عرفت ، والمناسب لذلك أن يكون حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً كذلك.
ولكنّه مجرّد إشعار ، وهو غير الدلالة. ومن المعلوم أنّ المخصّص إذا كان مجملاً دائراً بين الأقلّ والأكثر لا بدّ فيه من الاقتصار على المقدار المتيقّن ، وهو في المقام خصوص المسجد ، فيرجع فيما عداه إلى عمومات القصر.
ومنها : ما علّق الحكم فيه على نفس البلد أعني الكوفة ، وهي رواية زياد القندي قال «قال أبو الحسن (عليه السلام) : يا زياد أُحبّ لك ما أُحبّ لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي ، أتمّ الصلاة في الحرمين ، وبالكوفة ، وعند قبر الحسين (عليه السلام)» (٢).
رواها الشيخ (قدس سره) بسندين (٣) ، كلاهما ضعيف ، ولا أقلّ من جهة وقوع جعفر بن محمد بن مالك فيهما ، فقد قيل إنّه كذّاب ، بل اجتمعت فيه عيوب الضعاف ، ولذا تعجّب النجاشي قائلاً : لا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيه الثقة أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري (٤). وأمّا
__________________
(١) الوسائل ٨ : ٥٢٤ / أبواب صلاة المسافر ب ٢٥ ح ١ ، وقد تقدّمت في ص ٣٩٨.
(٢) الوسائل ٨ : ٥٢٧ / أبواب صلاة المسافر ب ٢٥ ح ١٣.
(٣) التهذيب ٥ : ٤٣٠ / ١٤٩٥ ، ١٤٩٩.
(٤) رجال النجاشي : ١٢٢ / ٣١٣ ، معجم رجال الحديث ٥ : ٨٧ / ٢٢٨٨.