وأمامَ وضع معقد كهذا لا يصبح خيار مواصلة الحرب في صالح مشروع علي عليهالسلام وبخاصة حين يكون قد طوقه الاعلام الأموي بصفة الإفساد ثم اللعن والبراءة والعمل على قتله بكل وسيلة.
ثم أن الصلح المحدود وإيقاف القتال بالطريقة التي طرحها معاوية بان يبقى العراق وما والاه للحسن عليهالسلام والشام وما والاه لمعاوية كما هي طبيعة الأشياء وطبيعة طريقة تفكير معاوية تكرس الانشقاق والثقافة العدائية لعلي عليهالسلام ومن ثم بقاء الطريق مسدوداً أمام انفتاح أهل الشام على مشروع علي عليهالسلام مضافاً إلى ما ينطوي عليه من خطر محتمل أشرنا إليه آنفاُ.
خصائص أطروحة الصلح المطلوبة
لإن أطروحة الصلح التي يحتاجها مشروع علي عليهالسلام لينطلق في الشام لابد لها من أن تكون أطروحة تمتلك أن تحقق ما يلي :
|
١. تعالج الانشقاق وما ينطوي عليه من مخاطر فكرية وسياسية. ٢. تعرف الشاميين أنَّهم كانوا ضحية إعلام كاذب ، وأنَّ معاوية كان يطلب الملك وراء قتاله علياً عليهالسلام ليس إلا ، وأنَّ قتلة عثمان هم قريش أنفسهم ثارت عليه بقيادة طلحة والزبير وعائشة لما آثر بني أبيه بالملك وزواه عنهم. وأن علياً عليهالسلام كان أبعد الناس عن دم عثمان ، وأنه كان مصيباً في رفضه للخلافة المشروطة بالعمل بسيرة الشيخين يوم عرضها عليه عبد الرحمن بن عوف لاعتقاده أنها مخالفة لسنة النبي صلىاللهعليهوآله وكان حج التمتع ابرز مثال على ذلك ، وان حرب الجمل وصفين ونهروان ليست من اجل الملك بل من اجل إحقاق الحق ومعاقبة المعتدين ، وأن معاوية كان ظالماً لعلي عليهالسلام حين رفع شعار لعنه وقتاله. وأنَّ العراقيين كانوا مصيبين في نصرتهم علياً عليهالسلام وفي بيعتهم للحسن بن علي عليهالسلام. |
__________________
الله بن محمد حدثنا سفيان عن أبي موسى قال سمعت الحسن يقول استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ... فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز فقال اذهبا إلى هذا الرجل فارعضا عليه وقولا له واطلبا إليه ...