للحسين وأهل بيته وصحبه وسبي نسائه في نهاية هذه السنوات العشر سنوات اشد محنة عرفها أهل البيت وشيعتهم في التاريخ ثم غزوه المدينة واباحتها لجيشه ثلاثة أيام ورمي الكعبة بالمنجنيق بما لم يقع مثله في تاريخ الإسلام وليس من شك ان كل أعمال يزيد يتحملها معاوية ميتا.
وفيما يلي تفصيل اكثر عن نقض معاوية شروط الحسن بعد موته وقبل ذلك نجد من المفيد ان نحدد سنة وفاة الحسن عليهالسلام.
توفي الحسن عليهالسلام سنة ٥٠ هجري في شهر ربيع الأول كما نختاره من بين الأقوال وفي ضوئه يكون تسلسل الحوادث كما يلي :
كتب معاوية إلى ولاته ولا يبعد ان يكون في أواخر ربيع الأول سنة ٥٠ هـ يأمرهم بلعن علي عليهالسلام. (١) روى النسائي قال أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال حدثنا جعفر بن عون عن شقيق بن أبي عبد الله قال حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال رأيت سعد بن مالك بالمدينة فقال ذُكِر أنكم تسبون عليا قلت قد فعلنا قال لعلك سببته قلت معاذ الله قال لا تسبه فإن وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته بعدما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما سمعت الترغيب في موالاة علي رضي الله تعالى عنه والترهيب في معاداته. والشاهد في الرواية هو ان خالد بن عرفطة مولى بني زهرة وابن أخت سعد وقد سكن الكوفة هو وولده وكان مع سعد في القادسية ، وكان يهمه ان يعرف خبر الكوفة بوصفها مركز ولاية علي عليهالسلام هل سب أهلها عليا؟ وهو ينهى ابن أبين أخته ان يسب عليا عليهالسلام وهذا يؤكد ان سب علي في
__________________
(١) النسائي ، سنن النسائي ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت ١٩٣٠ م ، ج ٥ ص ١٣٤ أقول : سعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص الزهري ، وابو بكر بن خالد بن عرفطة حليف بني زهرة / قال إبراهيم بن إسحاق الحربي : لما قتل رستم بالقادسية بعث سعد إلى الناس خالد بن عرفطة وهو ابن أخته ، فامتعض الناس امتعاضا شديدا غريب الحديث ، دار المدينة للطباعة والنشر والتوزيع جدة ١٤٠٥ هـ ، ج ٣ ص ٩٢٩. والظاهر ان رؤيته لسعد كانت سنة خمسين ههجرية وهي سنة إعادة معاوية لعن علي في الكوفة والامصار فسأله سعد عن خبر لعن علي في الكوفة خاصة فاكده له ذلك.