بهذا الموقع لعلي عليهالسلام في العهد النبوي نفسه ، والقسم الآخر من رجال هذا التيار وهو الأغلب من أهل البلاد المفتوحة شرقاً وبخاصة الكوفيين الذين شهدوا سيرته وسمعوا منه وصارت الكوفة بهم مركزاً علمياً وشعبياً يحمل ثقافة الولاء لعلي عليهالسلام وأهل بيته عليهمالسلام.
ولكن مجتمع ثقافة الولاء لعلي أصبح مهددا داخلياً من التكفيريين الخوارج ، ومطوقا خارجياً بغارات معاوية وأعلامه الكاذب ضد علي عليهالسلام.
أهل العراق يبايعون الحسن عليهالسلام على الحكم
كان أول تعبير عن وفاء العراقيين لعلي عليهالسلام وإيمانهم بمشروعه وبثقافة الولاء لأهل البيت عليهمالسلام هو أقدامهم على بيعة الحسن عليهالسلام الذي شخصته النصوص إماماً هادياً معصوماً وارثاً لتراث النبوة الخاتمة ، وتقبل الحسن بيعتهم لثقته بهم ، (١) بايعوه حاكماً مدنياً يحكمهم بالعدل بالإضافة إلى نصرتهم له ليواصل مشروع أبيه في نشر سنة النبي صلى الله عليه وآه والتعريف بإمامة أهل بيته عليهمالسلام الهادية التي وقفت قريش المسلمة قبالها لتطويقها والتعتيم عليها بل خنقها واستئصالها على عهد معاوية.
العقبات امام انطلاقة مشروع علي عليهالسلام
ليس من شك أنَّ الحسن عليهالسلام كان على منهاج أبيه علي عليهالسلام ليس لأنه ولده حسب ، بل لأنه وصي النبي صلىاللهعليهوآله ووارث إمامته الإبراهيمية بنص منه ، ويهمه أساساً أن ينطلق مشروع علي عليهالسلام في هداية الأمة كلها ولا يبقى حبيساً في الجانب الشرقي من البلاد الإسلامية ، وكانت أهم عقبتين بل عقدتين أمام انطلاقة المشروع هما :
هذا الانشقاق الذي استحكم ببيعة الشاميين لمعاوية على الحكم على ما بويع عليه
__________________
(١) الشيخ المفيد ، الإرشاد ص ١٨٨ ، وروى ابن عساكر بسنده عن وهيب بن جرير قال قال أبي «فلما قتل علي بايع أهل الكوفة الحسن ابن علي وأطاعوا واحبوه اشد من حبهم لأبيه». تاريخ مدينة دمشق ، دار الفكر بيروت ١٤١٥ هـ ج ١٤ ص ٨٧. أقول : يريد بالجملة الاخيرة ان الامويين في الكوفة المنافقين الذين كانوا يكرهون القتال قد احبوا الحسن عليهالسلام لموقف الصلح بالاضافة الى تسليم شيعة ابيه عليهالسلام له.