وحول معه من أهل المصرين (الكوفة والبصرة) زهاء خمسين ألفا بعيالاتهم. وأسكنهم دون النهر. ولما بلغه مقتل حجر بن عدي الكندي (سنة ٥٣ هـ كما مروج الذهب للمسعودي) غمه ذلك ، فدعا بالموت فسقط من يومه ، ومات سنة ثلاث وخمسين. (١)
سيَّر زياد حجرا وأصحابه إلى معاوية فأمر ان يعرضوا على البراءة من علي وامتنعوا (٢) فقتلهم سنة ٥٣ هـ (٣) وهي السنة التي توفي فيها زياد (٤) بالآكلة.
وكانت اهم بنودها ما يلي :
١. لعن علي عليهالسلام وشتمه على منابر المسلمين ليربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ، ويستهدف هذا البند تهديم موقع علي كإمام هدى وحجة على الناس معين من الله ورسوله بشكل مباشر.
٢. المنع من رواية فضائل علي وأهل بيته عليهمالسلام ، ويستهدف هذا البند تغييب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي أشادت بعلي عليهالسلام وبينت إمامته الهادية بإذن الله ورسوله.
٣. اختلاق أخبار قبيحة في علي وأهل بيته عليهمالسلام ، ويستهدف هذا البند بناء قاعدة فكرية تبرر لعن علي عليهالسلام.
٤. اختلاق الفضائل للخلفاء وبني أمية ، ويستهدف هذا الأساس بنناء القاعدة الفكرية التي تطرح الخلفاء وبني أمية على انهم أئمة هدى والحجة على الناس بعد الرسول إذ ان القاعدة التي شيد عليها حكم قريش المسلمة في السقيفة (ان العرب لا
__________________
(١) البلاذري ، فتوح البلدان ، ج ٣ ص ٥٠٧.
(٢) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٠٥ ، وفي المستدرك للحاكم ج ٣ ص ٢٧٠ (حجر بن عدي قتل في موالاة علي عليهالسلام). وفي سنن النسائي ج ٥ ص ١٣٤ يقول سعد بن أبي وقاص : (فإن وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته بعدما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما سمعت الترغيب في موالاة علي رضي الله تعالى عنه والترهيب في معاداته).
(٣) ابن حجر ، الإصابة ، ج ٢ ص ٣٤.
(٤) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ١٢ ص ٢٣٢ ، ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب ، تحقيق الدكتور سهيل زكار ، مؤسسة البلاغ ـ بيروت ١٤٠٨ ، ج ٥ ص ٢١٣٠.