فرق الله بيني وبينكم وأعقبني بكم من هو خير لي منكم وأعقبكم مني من هو شر لكم مني.
أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا ذلا شاملا وسيفا قاطعا وأثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة فتبكي لذلك أعينكم ويدخل الفقر بيوتكم وستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني وهرقتم دماءكم دوني ولا يبعد الله إلا من ظلم ،
والله لوددت أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام ،
فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين إنا وإياك كما قال الأعشى :
علقتها عرضا وعلقت رجلا |
|
غيري وعلق أخرى غيرها الرجل |
علقنا بحبك ، وعلقت أنت بأهل الشام ، وعلق أهل الشام معاوية. (١)
١ : في سند الرواية الأولى إبراهيم الجوزجاني وهو متهم في الكوفيين وقد اشتهرت التهمة عنه عند علماء الجرح والتعديل.
ترجمة ابراهيم الجوزجاني :
قال علاء الدين مغلطاي : إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، أبو إسحاق السعدي ، سكن دمشق. قال ابن حبان لما ذكره في كتاب (الثقات) كان حروري المذهب (وقال ابن حجر انه رأى نسخة فيها حريزي المذهب أي على مذهب حريز في النصب) ، وكان صلبا في السنة حافظا للحديث ، إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره.
وقال ابن عدي : كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على علي رضياللهعنه.
وقال السلمي عن الدارقطني : كان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات ، لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب ، اجتمع على بابه أصحاب الحديث فأخرجت
__________________
(١) ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ١ ص ٣٢١.