فيه ، وسلَّمه إليه وأقبل على النساء يتزوج اليوم واحدة ويطلق غداً أخرى ، فلم يزل كذلك حتّى مات على فراشه). (١)
وكذلك شعر مروان بن ابي حفصة ت ١٨٢ هـ : كان يتقرب الى الخليفة هارون بهجاء العلويين. انشد قصيدة يمدح بها الرشيد ويذكر فيها ولد فاطمة عليهاالسلام وينحى عليهم ويذمهم وقد بالغ حين ذم علياً عليهالسلام ونال منه وأولها :
عليٌّ أبوكم كان أفضلَ منكم اباه (٢) |
|
ذوو الشورى كانوا ذوي الفضل |
ساء رسولَ الله إذْ ساء بنتَه |
|
بخطبته بنتَ اللعين أبي جهل |
فذمَّ رسول الله صهرَ أبيكمُ |
|
على منبر بالمنطق الصادق الفضل |
وحكَّمَ فيها حاكمين أبوكمُ |
|
هما خلعاه خلع ذي النعل للنعل |
وخلَّيتموها وهي في غير أهلها |
|
فقد أُبطلت دعواكمُ الرثة الحبلِ |
وقد باعها من بعده الحسن ابنه |
|
وطالبتموها حين صارت إلى أهل (٣) |
شخصية الامام الحسن عليهالسلام في
الروايات الصحيحة
روى الشيخ الصدوق عن المفضل بن عمر قال قال الامام الصادق عليهالسلام (ت ١٤٨ هـ) حدثني أبي عن أبيه عليهماالسلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام :
كان أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ،
وكان إذا حج حج ماشيا ، وربما مشى حافيا ،
وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها.
__________________
(١) المسعودي ، مروج الذهبي ج ٣ ص ٣٠١.
(٢) أي رفضه أهل الشورى في قصة بيعة عثمان.
(٣) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ٦٣ ـ ٦٤. وانظر الاغاني لابي الفرج الاصفهاني ج ٢٣ ص ٢١٤ ـ ٢١٥. وابن خلكان ، وفيات الاعيان ج ٥ ص ١٨٩ ـ ١٩٣. والدينوري ، ابن قتيبة ، الشعروالشعراء ، ج ٢ ص ٦٤٩.