اما في الكوفة فقد استعان بالصحابي عمرو بن حريث المخزومي (١) وغيره.
قال الطبري : وقيل : إن زيادا أول من سير بين يديه بالحراب ، ومشى بين يديه بالعمد ، واتخذ الحرس رابطة خمسمائة واستعمل عليهم شيبان صاحب مقبرة شيبان من بني سعد فكانوا لا يبرحون المسجد. (٢)
أقول : مراد من قال ذلك العراق ، والا فان أول من سير الحراب بين يديه هو معاوية في الشام.
خلاصة بما قام به معاوية وولاته
١. بنى معاوية بشكل عام قوة عسكرية وأجهزة ضبط داخلي (الشرطة) خالصة الولاء له معادية لعلي وأهل بيته عليهمالسلام.
٢. عني بالكوفة مركز التشيع لعلي عليهالسلام عناية خاصة فغير نظام الأسباع فيها إلى نظام الأرباع ، وأخلاها من وجوه أصحاب علي البارزين قتلاً وسجناً
__________________
(١) قال المزي في تهذيب الكمال : عمرو بن حريث القرشي المخزومي أبو سعيد الكوفي ، له صحبة ، روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم وعن أخيه سعيد بن حريث وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الله بن مسعود وعدي بن حاتم وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ومولاه أصبغ وابنه جعفر بن عمرو بن حريث والحسن العرني وخلف بن خليفة تم رآه رؤية وخليفة والد فطر بن خليفة وسعيد بن مردانبة وسوقة والد محمد بن سوقة وأبو همام عبد الله بن يسار الكوفي وعبد الملك بن عمير عطاء بن السائب وابن أخيه عمرو بن عبد الملك بن حريث والمغيرة بن سبيع ومولاه أبو موسى هارون بن سلمان الفراء الكوفي والوليد بن سريع وأبو الأسود المحاربي قال الواقدي توفي النبي صلىاللهعليهوسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة. وعن محمد بن سيرين : أن عمرو بن حريث تزوج بنت عدي بن حاتم على حكم عدي ، فندَّمه الناس وقالوا لعله يحكم فيكثر ، فحكم عدي اثنتي عشرة أوقية ، فأرسل إليه عمرو ببدرة فيها عشرة آلاف. قال البخاري وغيره : توفي سنة خمس وثمانين ، روى له الجماعة. وقال ابن حجر في الاصابة : قال ابن حبان : ولد في أيام بدر وقال غيره : قبل الهجرة بسنتين وعند ابن أبي داود عنه : خط لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر وعلي عليهالسلام وابن مسعود وغيرهم ، روى عن أخيه سعيد بن حريث وله صحبة وروى عنه ابنه جعفر وآخرون من أهل الكوفة ، من أصغرهم فطر بن خليفة ، وكان قد ولي إمرة الكوفة نيابة لزياد ولابنه عبد الله بن زياد.
(٢) المصدر السابق.