ونفياً ، وصفّاها من كثافتها الشيعية بتهجير خمس وعشرين ألف بعوائلهم ، كما صفّا جيشها من كل متهم بحب علي فضلا عن كل شيعي ، واعتمد الحمراء والبخارية مادة أساسية لجهاز الشرطة فيها.
٣. أوجد حركة دينية فكرية وسياسية واجتماعية مضادة لعلي وأهل بيته عليهمالسلام تقوم على أساسين :
الأول : لعن علي عليهالسلام والبراءة منه بعد كل صلاة جمعة بصفته ملحدا في الدين (أي محرفا فيه). والمنع من ذكر أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في علي وأهل بيته عليهمالسلام في المدارس والمحافل العامة والمساجد ، والحث على وضع روايات على لسان النبي صلىاللهعليهوآله تمدح معاوية وعثمان وبني أمية وغيرهم ، ووضع أحاديث كاذبة في علي وأهل بيته عليهمالسلام تسوغ لعنهم والبراءة منهم.
الثاني : الحط من مقام شيعة علي عليهالسلام اجتماعيا ، فلا تقبل شهادة لشيعي ، ويحرم من العطاء ليكون فقيرا ويخمل ذكره ، وفي المقابل تقبل شهادة المحب لعثمان ويزاد في عطائه ليشرف في المجتمع ويعلو ذكره.
٤. عرض الحاكم الأموي على انه خليفة الله وان طاعته رأس الدين ومفتاحه ، وكون المطيع له ولي الله والعاصي له عدو الله.
٥. غالى في أمر الجهاد والغزو ، وعرضه على انه افضل عمل بعد الإيمان بالله ورسوله ، أي جعله المقياس الأعلى للأعمال الصالحة والدخول للجنة ، وأمات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووضع الأحاديث في ذلك.
٦. عين ابنه يزيد ولي عهده ، من اجل ان يواصل رعاية مشروعه التحريفي للإسلام على الأصول التي بناها عليه.
أقول : لقد كان الامام الحسن عليهالسلام يتوقع هذا الغدر من معاوية بل كان متيقنا منه ، ولكنه كان يعلم ان ذلك سوف يكون منه الا بعد ان يحقق الصلح أهدافه الأساسية / معالجة الانشقاق ، افتضاح معاوية وظهور ظلامة علي عند أهل الشام ، وانتشار أحاديث النبي في حق علي بينهم في الشام ، ووضوح نسق الحكم المدني الذي أسسه الحسن في الأمة وانتشار أخباره بالشكل الذي لن ينمحي من ذاكرة الجيل التي عايشها ،