موت الحسن عليهالسلام بالسم قضية سياسية وليست شخصية
لم يكن العمر الذي مات فيه الحسن عليهالسلام عمر موت لأمثاله ، ولم يكن الموت موتا طبيعيا بل كان موتا بالسم بعد عدة محاولات لم تكن مميتة (١) ، وقد عُرِف امرُه عند كل أهل المدينة وعنها انتشر إلى بقية الأمصار.
وليس لاحد ان يفسر ذلك بعداوة شخصية بين الحسن وبين احد من الناس استغل علاقة خاصة مع خادم أو زوجة من زوجاته لخلقه الكريم حتى مع أعدائه ، بل لا مفر من القول انه كان بعداوة سياسية وقدرة على الاغراء لا تملكها الا دولة ، والمفروض ان الحسن بعد تنازله عن الملك لمعاوية ان لا يكون معاوية هو العدو السياسي الذي يحاول
__________________
(١) روى ابن عساكر عن عمير بن إسحاق ، قال : دخلت أنا ورجل من قريش على الحسن بن علي فقام فدخل المخرج ثم خرج فقال : لقد لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود ، ولقد سقيت السم مرارا وما سقيته مرة هي أشد من هذه. (ترجمة الامام الحسن من تاريخ ابن عساكر تحقيق المحمودي ص ٢٠٧). وروى البلاذري في انساب الاشراف ج ٣ ص ٥٩ قال : حدثني روح بن عبد المؤمن ، حدثني عمي عن أزهر ، عن ابن عون قال : خرج الحسن بن علي على من كان يجالسه فقال : لقد لفظت الساعة طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود ، ولقد سقيت السم غير مرة ، وما سقيته أشد من مرتي هذه ، ثم دخل عليه من الغد وهو يكيد بنفسه. أيضا المنتخب من ذيل المذيل للطبري / ١٩.