الشبهات التي كان قصاصوه يقصونها على الناس بعد الصلاة. واستطاع بذلك ان يحصن اهل الشام من التأثر بمشروع علي عليهالسلام.
كما استطاع معاوية بن ابي سفيان انيحول جيش الشام الى سرايا تغيرعلى اطرفا علي لتنهب وتقتل شيعة علي ليتخلوا عنه كما استطاع ان يقتطع مصر عن علي عليهالسلام وصمد اهل العراق مع علي عليهالسلام. واقترن ذلك / ولا يبعد انه كان ذلك بدفع منه من خلال بعض رؤوس النفاق كالأشعث بن قيس / بحركة الخوارج من داخل الكوفة.
انقسمت الامة الاسلامية سنة ٣٩ هجرية الى كيانين فكريين وسياسيين :
الاول : يمثل مشروع النبوة ما عدى ان شخص محمد صلىاللهعليهوآله غير موجود وانما بديله شخص هو كنفسه وهو علي عليهالسلام وهو وصيه.
مركز هذا المشروع العراق ـ الكوفة ويدين بهذا المشروع اغلب سكان النصف الشرقي من مسلمة الفتوح والانصار مع خمسة افراد من قريش فقط (١). شعاره العمل
__________________
(١) روى الكشي عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كان مع أمير المؤمنين خمسة نفر من قريش ، وكانت ثلاثة عشر قبيلة مع معاوية. فأما الخمسة فمحمد بن أبي بكر رحمة الله عليه أتته النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس ، وكان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال. وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام خاله وهو الذي قال له عتبة بن أي سفيان انما لك هذه الشدة في الحرب من قبل خالك فقال له جعدة لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك ، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، والخامس سلف أمير المؤمنين ابن أبي العاص بن ربيعة ، وهو صهر النبي صلىاللهعليهوآله أبو الربيع) (اختيار معرفة الرجال الكشي ص ٦٠ ط النجف). أقول : جاء في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٤٦٩ : عن أبي جحيفة قال عتبة لجعدة : يا جعدة ، إنه والله ما أخرجك علينا إلا حب خالك وعمك ابن أبي سلمة عامل البحرين ، وإنا والله ما نزعم أن معاوية أحق بالخلافة من علي لولا أمره في عثمان ، ولكن معاوية أحق بالشام لرضا أهلها به فاعفوا لنا عنها ، فوالله ما بالشام رجل به طرق إلا وهو أجدّ من معاوية في القتال ، ولا بالعراق من له مثل جد على [في الحرب]. وما أقبح بعلي أن يكون في قلوب المسلمين أولى الناس بالناس ، حتى إذا أصاب سلطانا أفنى العرب.
فقال جعدة : أما حبي لخالي فوالله أن لو كان لك خال مثله لنسيت أباك.
وأما فضل علي على معاوية فهذا ما لا يختلف فيه [اثنان].
وأما رضاكم اليوم بالشام فقد رضيتم بها أمس [فلم نقبل].