أوَ ليس أحدهم قد جلس له في مظلم ساباط وطعنه بمغوَل كان معه أصاب فخذه. فشقه حتى وصل إلى العظم وانتزع من يده وحمل عليهالسلام إلى المداين وعليها سعيد بن مسعود عم المختار ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام ولاه إياها فأدخل منزله ، فأشار المختار على عمه ان يوثقه ويسير به إلى معاوية على أن يطعمه خراج جوخي سنة. فأبي عليه وقال للمختار : قبح الله رأيك أنا عامل أبيه وقد أئتمنني وشرفني ، وهبني نسيت بلاء أبيه أأنسى رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا أحفظه في ابنب بنته وحبيبه ثم أن سعد بن مسعود أتاه عليهالسلام بطبيب وقام عليه حتى برئ وحوله إلى بعض المدائن. فمن ذا الذي يرجو السلامة بالمقام بين أظهر هؤلاء القوم عن النصرة والمعونة؟.
أقول :
اما الذي ضربه في مظلم ساباط فهو من الخوارج ممن انتظم في حلقات الإرهاب التي قتلت أباه عليا عليهالسلام ، واما ما نسب إلى المختار الثقفي فهو مما افتري عليه رحمه الله تعالى.
وكتب من بعده الشيخ الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن : ووقع الصلح بين الحسن ومعاوية في سنة ٤١ هجرية ، وإنما هادنه عليهالسلام خوفا على نفسه إذ كتب إليه جماعة من رؤساء أصحابه في السر بالطاعة وضمنوا له تسليمه إليه عند دنوهم من عسكره ... (١)
روى مرسلا عن زيد بن وهب الجهني قال : «لما طُعِن الحسن عليهالسلام بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت ما ترى يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله فان الناس متحيرون ، فقال الامام الحسن عليهالسلام أرى والله ان معاوية خير لي من هؤلاء. يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي ، والله لان آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في
__________________
(١) الطبرسي ، الفضل بن الحسن ، إعلام الورى بأعلام الهدى ، ترجمة الحسن عليهالسلام ، ص ٢١٣ ، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قم ١٤١٧ هـ.