كريز بن حبيب بن عبد شمس وهو ابن أربع وعشرين سنة وضم إليه ولاية فارس.
وبسبب ذلك شاع التذمر في بطون قريش الأخرى وصار المتذمرون وهم عبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وعمرو بن العاص وعائشة حزبا ، وعثمان ومعه بنو أبيه / بنو أمية / حزبا.
واستحكم الخلاف بين الحزبين القرشيين سنة ٢٧ هجرية حين اعلن عبد الرحمن بن عوف المرشح الأكيد لخلافة عثمان مقاطعته لعثمان ، وبدأ الجناح المنشق يثير امام عثمان مخالفاته لسيرة النبي صلىاللهعليهوآله وحديثه فيه وفي رجاله الذين اعتمدهم من اسرته لتوهين مقامه في المجتمع وتثوير الناس عليه. (١)
مشروع علي عليهالسلام لإحياء السنة النبوية في حج التمتع
في مثل هذا الظرف السياسية المواتي للنهوض قرَّر علي عليهالسلام البدء بمشروعه وحركته الإحيائية لسنة النبي في المجتمع ، وأعلن عن عزمه الحج تلك السنة ، ولبى بحج التمتع الذي أمر به النبي صلىاللهعليهوآله وحرَّمته الخلافة القرشية ، وأوعز إلى أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله الذين على رأيه وهم أبو ذر وعمار ومقداد ونظراؤهم ان ينشروا الحديث النبوي في حقه وحق أهل بيته وكونهم الأئمة الهداة بعد النبي صلىاللهعليهوآله.
روى مالك في الموطأ : «ان المقداد بن الأسود دخل على علي عليهالسلام بالسُقْيا وهو يُنجِع بَكرات له دقيقا وخبطا ، فقال هذا عثمان بن عفان ينهى عن ان يقرن بين الحج والعمرة ، فخرج علي عليهالسلام وعلى يديه اثر الدقيق والخبط فما أنسى اثر الدقيق والخبط ، على ذراعيه ، حتى دخل على عثمان فقال : أنت تنهى عن ان يُقْرَنَ بين الحج والعمرة ، فقال : عثمان ذلك رأيي ، فخرج عليٌّ عليهالسلام مغضبا وهو يقول : لبيك اللهم لبيك بحجة وعمرة معا». (٢)
وفي سنن النسائي ومستدرك الصحيحين ومسند احم واللفظ للأول عن سعيد بن
__________________
(١) البلاذري ، انساب الاشراف ، مصدر سابق ، ج ٦ ص ١٣٣ ـ ١٧٣. وتاريخ الطبري ج ٣ ص ١٣٤ وما بعدها.
(٢) مالك بن انس ، الموطا ، در التراث العربي بيروت ١٩٨٥ م ، ص ١٧٣.