روى الشيخ الصدوق في علل الشرائع / ١ / ٢١١ عن أبي سعيد عقيصا قال :
قلت للحسن بن علي ابن أبي طالب عليهماالسلام : يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته ،؟ ...
قال : يا أبا سعيد : علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلىاللهعليهوآله لبني ضمرة وبني أشجع ، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية ، أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل).
أقول : معنى ذلك ان السبب الموجب للصلحين واحد ، وهذا يستلزم وحدة الخلفيات التي سبقت الصلح ثم وحدة الظرف الموجب له ثم وحدة الموقف ازاءه ثم وحدة النتائج المترتبة على الموقف وفيما يلي بيانها.
خلفية الصلحين
كان النبي صلىاللهعليهوآله صاحب مشروع رسالي يستهدف تحرير دين ابراهيم من بدع قريش مما يخالف تنزيه الله تعالى حين عبدت الاصنام ، وتنزيه نبيه ابراهيم والحج الابراهيمي من البدع التي ادخلتها اليه قريش من تحريم الجمع بين العمرة والحج في اشهر الحج وتأخير مقام ابراهيم عن البيت وغيره لتكريس امامتها الدينية التي دانت بها