فقال لا ولا احدهما ولكني خفت ان يلته الحسن والحسين بسمن أو زيت.
فقلت محرم هو يا أمير المؤمنين؟
فقال لا ولكن يجب على أئمة الحق ان يعدوا انفسهم من ضعفة الناس لئلا يطغي الفقير فقره.
فقال معاوية ذكرت ما لا ينكر فضله. (١)
روى ابن شاذان عن عبد الملك بن عمير ، عن أبيه ، عن ربعي ، عن خراش قال : سأل معاوية ابن عباس قال : فما تقول في علي بن أبي طالب عليهالسلام.
قال : أبو الحسن عليهالسلام علي ، كان والله علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، ومحتد الندا ، وطود النهى ، وعلم الورى ، ونورا في ظلمة الدجى ، وداعيا إلى المحجة العظمى ، ومستمسكا بالعروة الوثقى ، وساميا إلى المجد والعلا ، وقائد الدين والتقى وسيد من تقمص وارتدى ، بعل بنت المصطفى ، وأفضل من صام وصلى ، وأفخر من ضحك وبكى ، صاحب القبلتين ، فهل يساويه مخلوق كان أو يكون.
كان والله كالأسد مقاتلا ولهم في الحروب حاملا على مبغضيه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم التناد.
إيضاح : المحتد بالكسر الأصل ، والندا : العطاء ، والطود الجبل العظيم. (٢)
وقال معاوية لقيس بن سعد : رحم الله أبا حسن ، فلقد كان هشا بشا ، ذا فكاهة.
قال قيس : نعم ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يمزح ويبتسم إلى أصحابه ، وأراك تسر حسوا في ارتغاء ، وتعيبه بذلك!
__________________
(١) المرعشي ، شرح إحقاق الحق ، مكتبة المرعشي النجفي قم ، ج ٣٢ ص ٢٦١ ، نقلا عن التذكرة الحمدونية للعلامة ابن حمدون ص ٦٩.
(٢) شاذان بن جبرئيل القمي ، الروضة في فضائل أمير المؤمنين ، ١٤٢٣ هـ ، ٧٤.