القبلة المنسوخة وهي بيت المقدس لتجريد الحسن عليهالسلام من سلاح الكعبة / القبلة العامة لكل المسلمين / ولإحكام عُزلة أهل الشام عن العراقيين حتى لا ينفتحوا على الحقائق التي قد تغيِّر من ولائهم لمعاوية. وقد حصل مثل هذا في عهد بني إسرائيل في الاشم وتعددت القبلة والكتاب الإلهي عندهم وبقيت امتدادات القبلتين والكتابين إلى زمن معاوية وإلى اليوم ، وقد نفَّذ عبد الملك بن مروان جزءا من هذا المخطط في زمانه لما كان خصمه عبد الله بن الزبير مسيطراً على مكة.
العقبة الثانية الخوارج : حمل الخوارج شعار التكفير لعلي عليهالسلام ومعاوية وتحولوا بعد معركة النهروان الى خلايا اغتيال ومجموعات تغير على الابرياء وتقتلهم لانهم يسالمون السلطة ، وقد تسببت هذه النشاطات ان تفتقد الامة وبخاصة البلاد الشرقية الأمان داخليا. وهي وان كانت مشكلة مشتركة بين الشام والعراق ولكنها في الكوفة اكثر خطورة لانها مركز الخوارج.
وأمامَ وضع معقد كهذا لا يصبح خيار الحرب في صالح مشروع علي عليهالسلام. إذ هو بحاجة الى انفتاح القلوب عليه باختيارها والحرب ليست اداة صالحة لذلك.
ثم أن الصلح المحدود وإيقاف القتال بالطريقة التي اقترحها معاوية بان يبقى العراق وما والاه للحسن عليهالسلام والشام وما والاه لمعاوية كما هي طبيعة الاشياء وطبيعة طريقة تفكير معاوية تكرس الانشقاق والثقافة العدائية لعلي عليهالسلام ومن ثم بقاء الطريق مسدوداً أمام انفتاح أهل الشام على مشروع علي عليهالسلام مضافاً إلى ما ينطوي عليه من خطر محتمل أشرنا إليه آنفاً.
إن أطروحة الصلح التي يحتاجها مشروع علي عليهالسلام لينطلق في الشام لابد لها من أن تكون أطروحة تمتلك أن تحقق ما يلي :
١. تعالج الانشقاق وما ينطوي عليه من مخاطر فكرية وسياسية.
٢. تحفظ لاهل العراق واهل الشام اختيارهم وبيعتهم.
٣. تعرِّف الشاميين أنَّهم كانوا ضحية إعلام كاذب.