لما دخلت على معاوية قال لها :
هيه يا ابنة الأشل ، ألست القائلة لأخيك يوم صفين :
شمر كفعل أبيك يا بن عمارة |
|
يم الطعان وملتقى الأقران |
وانصر علياً والحسين ورهطه |
|
واقصد لهند وابنها بهوان |
إن الإمام أخا النبي محمدٍ |
|
علم الهدى ومنارة الإيمان |
فَقِهِ الحتوفَ وسِرْ أمام لوائه |
|
قُدُما بأبيضَ صارم وسنان؟ |
قالت : بلى يا أمير المؤمنين وما مثلي رغب عن الحق ، واعتذر بالكذب.
قال : فما حملك على ذلك؟
قالت : حب عليّ عليهالسلام ، واتباع الحق.
قال : والله ما أرى عليك من عليِّ أثرا!
قالت : أنشدك الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى وتذكار ما نُسِي.
قال : هيهات ما مثل مقام أخيك يُنسى ، وما لقيت من أحد ما لقيت من قومك.
قالت : صدق فوكَ يا أمير المؤمنين ، لم يكن أخي والله ذميم المقام ، ولا خفيَّ المكان هو والله كقول الخنساء :
وإن صخراً لتأتم الهداة به |
|
كأنه علم في رأسه نار |
فأطرقت ، ثم قالت : وأنا أسأل يا أمير المؤمنين إِعفائي مما استعفيته.
قال : قد فعلت ، فما حاجتك؟
قالت : يا أمير المؤمنين ، إنك أصبحت للناس سيداً ، ولأمورهم متقلداً والله سائلك عن أمرنا ، وما افترض عليك من حقنا ، ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ، يبطش بسلطانك ، فيحصدنا حصاد السنبل ، ويدوسنا دياس البقر ، ويسومنا الخسف ، ويسألنا الجليلة. هذا ابن أرطاة قدم ، فقتل رجالنا ، وأخذ أموالنا ، يقول لي. فوهى بما استعصم بالله منه وألجأ إليه فيه ولولا الطاعة لكان فينا عِز ومِنعَة. فأما عزلته فشكرناك ، وأما لافعرفناك.