ان المسلمين في الحجاز واليمن والجزيرة العربية من عمر ١٥ سنة الى عمر ٣٠ سنة ومن غيرهم ممن دخل الاسلام من اهل العراق والبلاد الشرقية واهل الشام وافريقيا والبلاد الغربية لا يعرفون خلفاء للنبي وامامة دينية تقودهم الى الله تعالى الا الخلفاء من قريش وقد انتهت الى بني امية ولا يعرفون من الاسلام الا سيرة الشيخين التي رفعها الحاكمون شعارا الى جانب كتاب الله وصار دين الله الذي بعث به محمدا هو كتاب الله وسيرة الشيخين ، بل سيرة الخليفة من قريش.
اما علي عليهالسلام وموقعه من النبي صلىاللهعليهوآله وولايته التي امر بها الله تعالى وولاية اهل بيته الذي قال عنهم النبي صلىاللهعليهوآله (اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي اهل بيتي) ، فانهم جاهلون بها الا اذا سمعها احدهم من ابي ذر او سلمان او حذيفة سرا.
وهكذا فان بني امية قد كرسوا جهل مسلمة الفتوح بسنة النبي وامامة اهل بيته وفتحت اعينهم على امامة العمل بالرأي الممزوج برواسب الجاهلية وثقافة اهل الكتاب المحرفة قدمت اليهم باسم الاسلام وخلافة الرسول.
حذَّر النبي امَّته من الفتن المقبلة عليهم بعد موته (اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع اولها اخرهم) واخبرهم انه ادخر صلىاللهعليهوآله اهل بيته وعليٌّ اولهم لإنقاذهم منها وارجاعهم الى المحجة التي تركهم عليها (يا علي انت الهادي بك يهتدي المؤمنون بعدي) (١) (علي
__________________
خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. وكان نافع بن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم. والشاهد هو ان عمر بعد ان شاهد كيف هدم النبي مكانة قريش الدينية وبدعها في الحج نجده يسمي قريشا ال الله ويرجع بعض بدعها تكريسا لإمامتها الدينية.
(١) قال ابن الجوزي في زاد المسير ج ٤ ص ٢٢٨ وقد روى المفسرون من طرق ليس فيها ما يثبت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية (إنّما أنت منذر ولكلّ قومٍ هاد) ، وضع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده على صدره. فقال : «أنا المنذر» ، وأومأ بيده إلى منكب علي ، فقال : «أنت الهادي يا علي بك يهتدي من بعدي». قال المصنف : وهذا من موضوعات الرافضة.