مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) (١) فما هو مشروع علي لإحياء سنة النبي وانقاذ الامة من ضلالة بني امية ايام عثمان؟
كان علي عليهالسلام يترقب الفرصة السانحة لنهضته ولم تكن هناك فرصة افضل من فرصة انشقاق بطون من قريش على الحكم الاموي الاول / عثمان وولاته من بني امية / ، اذ رات هذه البطون انها حرمت من امتيازات السلطة وصارت حكرا على بني امية فأخذت تبدي تذمرها من عثمان وتحرِّش عليه اهل الامصار مستغلة اخطاء (٢) ولاته من شباب بني امية وتاريخهم السيء مع النبي صلىاللهعليهوآله ، واستحكم انشقاق قريش على عثمان سنة ٢٧ هـ حين كان اخر من سجلتهم المصادر التاريخية من المتمذمرين والمنشقين على عثمان هو عبد الرحمن بن عوف وكان اول من شد الملك لعثمان في الشورى السداسية.
وقرر علي عليهالسلام في موسم حج سنة ٢٧ هـ ان يعلن عن احيائه لحج التمتع بصفته افضل مدخل لتعريف مسلمة الفتوح وصغار الصحابة الذين لم يسمعوا من النبي بمخالفة الحكم الاموي لسنة النبي ثم يتحرك اصحابه في موسم الحج لنشر حديث النبي في اهل بيته كحديث الثقلين وحديث الغدير وغيرهما.
وهكذا كان الامر وانطلق ابو ذر والمقداد واخرون من اصحاب النبي ازروا عليا عليهالسلام
__________________
أقول : قال ابن حجر في فتح الباري ج ٨ ص ٢٨٥ أخرج الطبري ج ١٣ ص ١٤٢ بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدع على صدره وقال أنا المنذر وأومأ إلى علي وقال أنت الهادي بك يهتدي المهتدون بعدي.
(١) المرعشي ، شرح احقاق الحق ج ٥ ص ٦٣٣. والخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣٢١ ، اخرجه عن ام سلمة ، وأخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٧ ص ٢٣٦ وقال : رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. قال العلامة الأميني رحمهالله في الغدير ٣ / ١٧٧ الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شعيب الحضرمي قد خفي عليه لمكان التصحيف ، ترجمه غير واحد بما قال شمس الدين إبراهيم الجوزجاني : إنه كان شيخا صالحا صدوقا. كما في خلاصة الكمال ٣١٨ ، وتهذيب التهذيب ٤ ص ٤٨. أقول : وأخرج الحاكم في مستدركه ج ٣ / ١٢٤ عن أُمّ سلمة عن النبي ص بلفظ : «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض». قال الحاكم : هذا حديث صحيح ولم يخرجاه. وأورده الذهبي في تلخيصه مصرّحاً بصحته ...
(٢) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٤٢٦ قال عمرو بن العاص لما قتل عثمان وكان في فلسطين قد علمت العرب أني إذا حككت قرحة أدميتها. ايضا الطبري ، تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٩٢.