خامسا : شعر منصور النَّمِري
منصور بن الزبرقان بن سلمة النَّمِري : قال الخطيب البغدادي من أهل الجزيرة قدم بغداد ومدح بها هارون الرشيد (١) ، : وعرف مذهب الرشيد في الشعر وارادته ان يصل مدحه اياه بنفي الإمامة عن ولد علي بن أبي طالب والطعن عليهم وعلم مغزاه في ذلك مما كان يبلغه من تقديم مروان بن أبي حفصة وتفضيله اياه على الشعراء في الجوائز فسلك مذهب مروان في ذلك ونحا نحوه ولم يصرح بالهجاء والسب ، كما كان يفعل مروان ولكنه حام ولم يقع واومأ ولم يحقق لأنه كان يتشيع ، وكان مروان شديد العداوة لال أبي طالب وكان ينطق عن نية قوية يقصد بها طلب الدنيا فلا يبقي ولا يذر.
ومن شعره :
بني حسن ورهط بني حسين |
|
عليكم بالسداد من الأمور |
فقد ذقتم قراع بني ابيكم |
|
غداة الروع بالبيض الذكور |
احين شفوكمُ من كل وِتر |
|
وضموكمُ إلى كنف وثير |
وجادوكم على ضمإ شديد |
|
سقيتم من نوالهمُ الغزير |
فما كان العقوق لهم جزاءً |
|
بفعلهمُ وأذى الثؤور |
وانك حين تُبلِغهم اذاةً |
|
وإن ظلموا لمحزون الضمير (٢) |
سادسا : شعر أبان بن عبد الحميد اللاحقي
هو أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير مولى بني رقاش ، قال أبو عبيدة : بنو رقاش ثلاثة نفر ينسبون إلى أمهم ، واسمها رقاش ، وهم : مالك ، وزيد مناة ، وعامر ، بنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
صنيعة البرامكة : أخبرني عمي : قال : حدّثنا الحسين بن عليل العنزي ؛ قال : حدّثني أحمد بن مهران مولى البرامكة : قال : شكا مروان بن أبي حفصة إلى بعض إخوانه تغيّر الرشيد عليه وإمساك يده عنه ، فقال له : ويحك! أتشكو الرشيد بعد ما
__________________
(١) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ج ١٣ ص ٦٧.
(٢) أبو الفرج الاصفهاني ، الاغاني ، ج ١٣ ص ١٦١.