فأشهد أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله [يقول : والله] لموتة على الفراش أشد من ضربة ألف سيف! ، أخبرني به جبرئيل. فهذا جبرئيل يخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بما تسمعون (١).
أقول :
والقارئ الكريم يجد الخطبة خالية من كلمات الطعن الآنفة الذكر ، ونسق التوبيخ ينسجم مع حالة الشلل اوجدها الخوارج في المجتمع وقد تربوا على منهج الخلفاء ولم ينفتحوا على منهج علي عليهالسلام على الرغم من معرفتهم ان منهجه هو منهج النبي صلىاللهعليهوآله وان منهج الخلفاء هو منهج انفسهم مخالفين فيه سنة النبي صلىاللهعليهوآله والدولة التي منحتهم حرية التعبير عن آرائهم. (٢)
النموذج الثالث : ما رواه ابن عساكر في
تاريخ مدينة دمشق ج ١٢ ص ١٦٩
قال وأنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الصنعاني بمكة أنبأنا إسحاق بن إبراهيم نبأنا عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار عن الحسن قال : قال علي لأهل الكوفة اللهم كما ائتمنتهم فخانوني ونصحت لهم فغشوني فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتها ويلبس فروتها ويحكم فيها بحكم الجاهلية ، قال يقول الحسن وما خلق الله الحجاج يومئذ انتهى
أقول :
والرواية التي يرويها القاضي النعمان الذي اشار اليه المحمودي رحمهالله تشير إلى ان هذه الكلمات في أهل البصرة وليس أهل الكوفة كما في الخبر الآتي :
روى القاضي النعمان عن رجل من أهل البصرة قال : قال علي عليهالسلام ـ على المنبر ـ : يا أهل البصرة ، إن كنت قد أديت لكم الأمانة ونصحت لكم بالغيب ،
__________________
(١) المحمودي ، نهج السعادة ، ج ٢ ص ٥٦٠ ـ ٥٦٦.
(٢) من المفيد للقارئ الكريم قراءة جواب العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه مختصر مفيد ج ٨ ص ١٠٦ ـ ١٢٨ في سائل سأله عن كلمات امير المؤمنين عليهالسلام الموبخة لأصحابه.