يأذن بها الرسول في حدود صلاحياته الإلهية. وقد أسست قريش المسلمة مبدأ ان من يأتي بعد الشيخين يتقيد بسيرتها وفي الوقت نفسه يكون من حقه ان يشرع في طول تشريع الخليفتين الأمر الذي رفضه علي في الشورى وقبله عثمان وحاول معاوية ان يسير على منهاج عثمان في هذا المسالة حين بويع على سيرة الشيخين من قبل أهل الشام بعد شهادة علي عليهالسلام ويجئ صلح الحسن ليصحح بيعة معاوية كحاكم ملزم بكتاب الله وسنة النبي وان القانون الإلهي يؤخذ من العلماء به المنصوص عليهم المطهرون وهم أهل البيت وفق حديث الثقلين لاذي مرت نصوصه. وهكذا فان تنازل الحسن عن السلطة الزمنية قد اصلح الانشقاق وهدم خطة معاوية في وأد مشروع علي وفتح الشام لإخباره وذكرت في بلاط معاوية وترحم معاوية على علي عليهالسلام وذكره مرات بخير مدة عشر سنوات.
المرحلة الخامسة : معاوية يحيي الإمامة الدينية
القرشية ويسميها خلافة الله
انقلب معاوية على الحسن عليهالسلام ونقض كل عهوده معه ، واحيا منهج قريش المسلمة بان يكون الحاكم مشرعا يتحرك وفق تشريع من سبقه وقد يتحرر منه حين تتوفر أسباب لذلك ومن هنا حرص على سلب موجبات الإمامة الدينية الهادية لعلي عليهالسلام وهي أحاديث النبي فيه وفي أهل بيته بالطهارة والعلم والقرب الإلهي ليوصف بالإفساد في الدين وينتحل فضائله ليوصف بالهدى ، ومن هنا رأيناه يطرح في اعلامه ان الحاكم خليفة الله وبذلك أسس هذا الأساس لخلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس ويترتب على ذلك ان الأمة لا يجوز لها ان تقوم في وجه الحاكم لأنه خليفة الله وقائد إلى الجنة وقد فصلنا في هذا الأمر في كتابنا (الامام الحسين عليهالسلام في مواجهة الضلال الأموي) ..