لابد لي قبل ذكر هذه التعليقات ان أبين ان آية الله الشيخ راضي آل ياسين قد كان جريئا ومفكرا لامعا حين طرح ان الحسن عليهالسلام بصلحه قد فصل بين الإمامة الدينية والسلطة الزمنية في الإسلام ، ومن المؤسف ان لا تأخذ هذه الفكرة الجريئة طريقها إلى البحث التفصيلي ، كما انه قد جلى صورة شخصية الامام الحسن عليهالسلام بما يناسبه كإمام هدى وكسياسي. من الطراز الأول فيما اشترط على معاوية من شروط ، ولم تكن مشكلة الكتاب الا في عدم تمييزه بين سنوات الصلح العشر أيام الحسن عليهالسلام حيث لم يروع فيها شيعي واحد من أهل العراق وسنوات الغدر المبين بعد وفاة الحسن عليهالسلام وهي مشكلة الرؤية القديمة والمشهورة وقد اضطلع البحث بالكشف عن ذلك لأول مرة مضافا إلى التعليل الجديدة في مبررات الصلح التي تنسجم مع الحقيقة المكتشفة.
وكنت قد ذكرت في التمهيد ملاحظاتي الإجمالية على الرؤية السائدة في تعليل الصلح وفي هذا الفصل اوردت اربعة عشرة تعليقة على كلامه رحمهالله حول بنود الصلح وعلى كلامه حول الوفاء بالشروط وما بعدها.