٨. بقيت الشام بعد شهادة الحسين عليهالسلام
مركزا لثقافة المشروع الاموي :
بقيت الشام بعد شهادة الحسين عليهالسلام مركزا لمشروع الثقافة الاموية شعارها الاساس تولي معاوية وعداوة علي حتى بعد سقوط الدولة الاموية وقيام الدولة العباسية يتضح ذلك من خلال محاولة الامام النسائي (ت ٣٠٣ هـ) هدايتهم (لما سئل عن سبب تصنيف كتابه الخصائص) في فضائل الامام علي عليهالسلام قال : (دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير ، وصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله) (١). ويبدو ان طابعها العام هذا سوف يعلن عن نفسه زمن السفياني في اخر الزمان حين يبعث بغاراته لغزو الكوفة احياء لامر السفياني الاول ولكنه في هذه المرة تبوء كل محاولاته بالفشل ويأبى الله الا ان يتم نوره ويظهر مشروع علي في احياء الكتاب والسنة على المشاريع كلها ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
__________________
(١) أقول : كان النسائي وفي رواية الرحلة قد خرج من مصر إلى دمشق فسئل عن فضائل معاوية فقال أي شيء أخرّج ما أعرف له من فضيلة إلّا حديث : (اللّهمّ لا تشبع بطنه) فضربوه في الجامع وداسوا في خصييه (حضنيه) حتى اخرج من الجامع ، ثمّ حمل إلى مكة فمات بها سنة ٣٠٣ هـ ، رواها الذهبي في تذكرة الحفاظ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ج ١ ص ٧٧ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب (ج ١ ص ٣٣) : ترجمة النسائي.