ذلك ، قال : في هذه الصحيفة ما تحب. قال : لك بشراك ، فدفعها إليه ، ولما قرأها خر ساجدا ، ثم رفع رأسه ، (قال الراوي) فعرفنا السرور في وجهه ، فنعى الحسن بن علي. (١)
والجواب هو : ان مصادر التاريخ قد ذكرت بوضوح ان الدولة ليس فقط لم تشارك العزاء بشكل فعال وهو طبيعي لموقف رئيسها ، وزادت عليه ان تصدى رهطه وهم بنو أمية بقيادة مروان لمنع بني هاشم من دفن الحسن عند جوار جده النبي وفي غرفة امه الصديقة.
ففي طبقات ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبيد الله بن مرداس ، عن أبيه ، عن الحسن بن محمد بن الحنفية ، قال : لما مرض حسن بن علي مرض أربعين ليلة ، فلما استعز به وقد حضرت بنو هاشم فكانوا لا يفارقونه يبيتون عنده بالليل ، فلما استعز به بعث مروان بن الحكم رسولا إلى معاوية يخبره بثقل الحسن بن علي ، وكان حسن رجلا قد سقي وكان مبطونا إنما كان يختلف أمعاءه. فلما حضر وكان عنده إخوته عهد أن يدفن مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إن أستطيع ذلك ، فإن حيل بينه وبينه وخيف أن يهراق فيه محجم من دم دفن مع أمه (٢) بالبقيع. وجعل الحسن يوعز إلى الحسين : يا أخي إياك أن تسفك الدماء فيَّ فإن الناس (٣) سراع إلى الفتنة.
فلما توفي الحسن ارتجت المدينة صياحا فلا يلقى أحد إلا باكيا ، فانتهى حسين بن علي إلى قبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : احفروا هاهنا ، فنكب عنه سعيد
__________________
(١) اخبار الدولة العباسية لمؤلف مجهول ص ٤٣. ابن فتح الاربلي ، كشف الغمة ج ٢ ص ٤٩ ن الزبير بن بكرا في الاخبار الموفقيات.
(٢) أي فاطمة بنت اسد.
(٣) يريد بني أمية.