للحسن عليهالسلام وقاموا بمهمة الهداية معه كما سيأتي.
وفي ضوء ذلك يتضح الفرق الكبير بين طريقتين في التفكير :
الاولى تربط نفسها مصيريا بالسلطة ولا يهمها مصلحة الرسالة والامة في شيء ،
الثاني تربط نفسها مصيريا بمصلحة الرسالة والامة في كل شيء.
وفي قضية معالجة الانشقاق فان مثل الحسن عليهالسلام ومعاوية ازاء ملك الامة مثل تينك المرأتين اللتين تنازعتا في ولد واصرتا فدعا علي عليهالسلام بمنشار وقال لهما اقسمه نصفين بينكما فسكتت إحداهما قالت الأخرى : الله الله يا بالحسن إن كان لا بد من ذلك فقد سمحت به لها. فقال : الله أكبر هذا ابنك دونها ، ولو كان ابنها لرقت عليه وأشفقت. فاعترفت المرأة الأخرى بأن الحق مع صاحبتها والولد لها دونها (١) ،
لقد اراد معاوية بطلبه للصلح ان يكرس انشقاق الامة لرغبته في الملك وهو غير مشروع له ،
واراد الحسن عليهالسلام بالصيغة التي اختارها ان يعالج الانشقاق بالتنازل عن الملك وهو مشروع له ، ومنه يتضح للناس ان الحريص على مصلحة الامة هو الحسن وليس معاوية.
ومنه يتضح ايضا :
__________________
جزء من ذلك الكم الموضوع من روايات الاعلام العباسي الذي اشرنا اليه راجع البلاذري ، انساب الاشراف ج ٣ ص ٣٦٥.
(١) قال الشيخ المفيد : أن امرأتينتنازعتا على عهد عمر في طفل ادعته كل واحدة منهما ولدا لها بغيربينة ، فالتبس الحكم في ذلك على عمر وفزع فيه إلى علي عليهالسلام ، فاستدعىالمرأتين ووعظهما وخوفهما فأقامتا على النزاع والاختلاف. فقال عليهالسلام عند ذلك : ائتوني بمنشار. فقالت له الامرأتان ما تصنع به؟ فقال : أقده نصفين لكل واحدة منكما نصفه. فسكتت إحداهما وقالت الأخرى : الله الله يا بالحسن إن كان لا بد من ذلك فقد سمحت به لها. فقال : الله أكبر هذا ابنك دونها ، ولو كان ابنها لرقت عليه وأشفقت. فاعترفت المرأة الأخرى بأن الحق مع صاحبتها والولد لها دونها. (الارشاد ص ١١٠). أقول : وهذه القضية ترويها ايضا التوراة مما قضى به النبي سليمان وانتشرت حكمته في الدنيا.