يوم صدق به لفي عاشرة من سنه ، ثم شهشد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله جميع مشاهده. وكان من اجتهاده في مرضاة الله وطاعة رسوله وآثاره الحسنة في الإسلام ما قد بلغكم ، ولم يزل رسول الله صلىاللهعليهوآله راضيا عنه ، حتى غمضه بيده وغسله وحده ، والملائكة أعوانه ، والفضل ابن عمه ينقل إليه الماء ، ثم أدخله حفرته ، وأوصاه وحده ، والملائكة أعوانه ، والفضل ابن عمه ينقل إليه الماء ، ثم أدخله حفرته ، وأوصاه بقضاء دينه وعداته ، وغير ذلك من أموره ، كل ذلك مِنْ مَنِّ الله عليه. ثم والله ما دعا إلى نفسه ، ولقد تداك الناس عليه تداك الإبل الهيم عند ورودها ، فبايعوه طائعين ، ثم نكث منهم ناكثون بلا حدث أحدثه ، ولا خلاف أتاه حسدا له وبغيا عليه. فعليكم عباد الله بتقوى الله وطاعته ، والجد والصبر والاستعانة بالله والخفوف إلى ما دعاكم إليه أمير المؤمنين. عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه وأهل طاعته ، وألهمنا وإياكم تقواه ، وأعاننا وإياكم على جهاد أعدائه. واستغفر الله العظيم لي ولكم. ثم مضى إلى الرحبة ، فهيا منزلا لابيه أمير المؤمنين. قال جابر : فقلت لتميم كيف أطاق هذا الغلام ما قد قصصته من كلامه فقال ولما سقط عني من قوله أكثر ، ولقد حفظت بعض ما سمعت. (١)
قال أبو مخنف في كتاب وقعة الجمل : وقال عمرو بن أحيحة يوم الجمل في خطبة الحسن بن علي عليهالسلام بعد خطبة عبد الله ابن الزبير :
حسن الخير يا شبيه أبيه |
|
قمت فينا مقام خير خطيب |
قمت بالخطبة التي صدع الله بها |
|
عن أبيك أهل العيوب |
وكشفت القناع فاتضح الأمر |
|
وأصلحت فاسدات القلوب |
لست كابن الزبير لجلج في القول |
|
وطاطا عنان فسل مريب |
وأبى الله أن يقوم بما قام به |
|
ابن الوصي وابن النجيب |
إن شخصا بين النبي ـ لك الخير |
|
وبين الوصي غير مشوب (٢) |
بويع الحسن عليهالسلام على الحكم الإسلامي بعد وفاة ابيه عليهالسلام في الحادي والعشرين من
__________________
(١) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١٤ ص ٢٢٦.
(٢) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٣٦.