ثم وَلَدَ علي بن عبد الله ، محمدا بن علي بن عبد الله وقد عرف بالعبادة كابيه وجده ، وكان بينه وبين أبيه اربع عشر سنة واشهر ، فلما شابا خضب علي بالسواد وخضب محمد بن علي بالحنا فلم يكن يفرق بينهما الا بخضابهما لتشابهما وقرب سن بعضهما من بعض.
وكان علي بن عبد الله اثيرا عند عبد الملك حتى طلق عبد الملك أم ابيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فتزوجها علي فتغير له وثقل عليه ، فلما ولي ولده الوليد اقصاه وتحبنى عليه حتى ضربه وسيَّره. توفي سنة ١١٧ هجرية وله ثمان وسبعون أيام هشام بن عبد الملك.
ولد علي بن عبد الله بن عباس
وهم تسعة : محمد بن علي ، وداود بن علي ، وعيسى بن علي ، وسليمان بن علي ، وصالح بن علي ، وإسماعيل بن علي ، وعبد الصمد بن علي ، ويعقوب بن علي ، وعبد الله بن علي الاصغر.
فاما محمد بن علي فقد مات سنة ١٢٥ هجرية وكان عمره سبعون سنة. وهو مؤسس الدعوة العباسية ، وقد اختار مدينة خراسان لتكون مركزا لنشاط دعاته كما سيأتي.
واما داود بن علي : فكان لسِناً خطيبا ولي مكة والمدينة لابي العباس السفاح وكان المتكلم يوم استخلف ابو العباس.
واما عيسى بن علي فان أبا العباس ولاه فارس ، ونهر عيسى ينسب إليه.
واما سليمان بن علي فقد ولي البصرة وكور دجلة والاهواز والبحرين وعمان للمنصور بعد أبي العباس.
واما صالح بن علي فهو المتوجه إلى مصر لملاحقة مروان بن محمد فقتل مروان وفتح مصر.
واما عبد الله بن علي الاصغر فقد ولاه ابو العباس محاربة مروان وضم إليه وجوه قواد خراسان فلقي مروان بالزاب نحو الموصل ومروان في مائة ألف فقاتله وهزمه.