فقالت : تعس شانئ علي ، فقال : يا بنت صفوان (زعمت ان لا تعودي إلى ما كنت عليه في أيام علي فما هذا الكلام) (١).
قالت : هو ما علمت.
فلما كان من الغد بعث إليها بكسوة فاخرة ودراهم كثيرة وقال : إذا أنا ضيعت الحلم فمن يحفظه؟. (٢)
ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب (٣) قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : اعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لابد من وصفه :
فكان والله بعيد المدى ، شديد القوى ،
يقول فصلا ، ويحكم عدلا ،
يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ،
ويستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته ،
وكان غزير العبرة ، طويل الفكرة ،
يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن.
كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استنبأناه ، ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبه له.
يعظم أهل الدين ويقرب المساكين.
لا يطمع القوي في باطله ولا ييئس الضعيف من عدله.
وأشهد اني لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا
__________________
(١) ما بين القوسين من كتاب جواهر المطالب في فضائل الامام علي لاحمد بن علي الدمشقي الباعوني الشافعي ، دانش قم ١٤١٥ هـ ، ص ٢٥٧.
(٢) ابن طيفور ، بلاغات النساء : ص ٧٦ ، الباعوني ، جواهر المطالب ، ٢٥٧ ، القشلندي ، صبح الاعشى ت ٨٧١ ج ١ / ٣٠٨.
(٣) ابن عبد البر ، الاستيعاب ، ج ٢ ص ٥٢.