خشبية (١) ، قائل يقول : جاءت الملائكة وقائل يقول جاء جبريل ...
لَلَعَجَب لبني أمية وصبرهم عليكم ، كيف لم يقتُلوا مقاتلتَكم ويسبوا ذراريكم ، ويخرجوا منازلكم.
أما والله يا اهلَ المَدَرَة الخبيثة لئن بقيت لكم لأذلنكم.). (٢)
ان القارئ اللبيب لهذه الكلمات لا يفوته غرضها ولا دورها في توجيه الاعلام ووضع الحديث حين تصدر من رئيس الدولة نفسه وحين تكون مناسبة صدورها فشل حركة تمرد عليه.
ثالثا : حوار الخليفة المنصور مع مالك بن انس
قال القاضي عياض : روى أبو مصعب ان أبا جعفر قال لمالك ضع للناس كتاباً احملهم عليه ...
قال مالك يا أمير المؤمنين : ... ان لأهل هذه البلاد قولاً ولأهل المدينة قولا ولأهل العراق قولاً تعدوا فيه طورهم.
فقال : اما أهل العراق فلست اقبل منهم صرفاً ولا عدا ، وإنما العلم علم أهل المدينة فضع للناس العلم ،
وفي رواية أخرى قال مالك فقلت له ان أهل العراق لا يرضون علمنا.
فقال أبو جعفر يضرب عليه عامتهم بالسيف وتقطع عليه ظهورهم بالسياط. (٣)
وفي كتاب الإمامة والسياسة : ان أبا جعفر أمير المؤمنين لما استقامت له الأمور ، واستولى على السلطان خرج حاجاً إلى مكة ، وذلك في سنة ثمان وأربعين ومئة. فلما كان بمنى ، اتاه الناس يسلمون عليه ، ويهيئونه بما اتم الله عليهم ، وجاءه رجال الحجاز من قريش وغيرهم ، وفقهائهم وعلمائهم ، ممن صاحبه وجامعه على طلب
__________________
(١) في النهاية لابن الاثير : الخشبية : هم أصحاب المختار بن أبي عبيد ، ويقال لضرب من الشيعة : الخشبية. وفي المشتبه للذهبي : الخشبي : هو الرافضي في عرف السلف.
(٢) البلاذري ، انساب الاشراف ج ٣ ص ٢٦٩.
(٣) القاضي عياض ، ترتيب المدارك (ت ٥٤٤) هـ ، مطبعة فضالة ـ المحمدية المغرب ، ج ١ ص ١٩١ ـ ١٩٢.