عن المفضل بن عمر ، قال : قال الصادق عليهالسلام : حدثني أبي ، عن أبيه عليهماالسلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
كان أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ،
وكان إذا حج حج ماشيا ، وربما يمشي حافيا ،
وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر المرر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها.
وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل ،
وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، ويسأل الله تعالى الجنة ، وتعوذ به من النار ،
وكان عليهالسلام لا يقرأ من كتاب الله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا) إلا قال : لبيك اللهم لبيك ، ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكرا لله سبحانه ،
وكان أصدق الناس لهجة ، وأفصحهم منطقا. (١)
وقال لي ابن عساكر عن عبد الله بن العباس قال : ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيا ، ولقد حج الحسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. (٢)
روى ابن عساكر عن أبي هشام القناد ، قال : كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسن بن علي وكان يماكسني فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عمامته ، ويقول : إن أبي حدثني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : المغبون لا محمود ولا مأجور. (٣)
__________________
(١) الشيخ الصدوق ، الأمالي ، ركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة ١٤١٧ هـ ، ص ١٤٠.
(٢) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ١٤ ص ٧٢ ، الذهبي ، سير اعلام النبلاء ، ج ٤ ص ٣٨٧.
(٣) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ١٤ ص ٧٤.