امام قوة معاوية وما كان من رواجٍ الإشاعة بانهزام جيوشه امام جند الشام مما أدى إلى تخلي أهل العراق عنه فلم يجد بدأ من النزول عن الخلافة حقنا لدماء المسلمين ... على ان الدافع الحقيقي الذي حدا الحسن على النزول يرجع على ما ذكره اليعقوبي إلى انه قد اصبح لا قبل له بمعاوية وجنده فعقد معه صلحا نزل فيه عن حقه في الخلافة على ان يكون الأمر بعد معاوية شورى بين المسلمين يولون عليهم من احبوا وبذلك اصبح معاوية صاحب السلطان المطلق في الولايات الإسلامية كافة). (١)
استند كل الإسلاميين الآنفي الذكر في تعليل الصلح والتنازل إلى ضعف الجيش العراقي على روايات كثيرة لا يكاد يخلو منها كتاب تاريخي وقد أوردنا طرفا منها انفا وسنورد الباقي في الفصل الثامن من الباب الثالث من هذا الكتاب.
__________________
(١) الذهبي ، تاريخ الإسلام ، دار الكتاب العربي بيروت ١٩٨٧ ، تحقيق د. عمر السلام تدمري ، ج ١ / ٢٨٧ ط ٧ / ١٩٦٤.