المغازي والحديث لم يكن قد رفعه بشكل كامل ، لذلك فإن من عُرِف بروايته لفضائل علي وسيرته وأُمِرَ بلزوم الإقامة الجبرية في بلده كعامر بن وائلة ، لم يرفع الحظر عنه ، وقد روى ابن عساكر في ترجمة عامر بن واثلة أبي الطفيل أنَّه أدركته إمرة عمر بن عبد العزيز فكتب يستأذنه في القدوم عليه ، فقال عمر : ألم تؤمر بلزوم البلد (١)؟
ومن الثابت أنَّ أبا الطفيل كان صحابياً من شيعة علي عليهالسلام وقد ترك البخاري حديثه لأنّه كان (بزعمه) يفرط في التشيع. (٢)
٢. ما رواه أبو الفرج في كتابه الأغاني
روى أبو الفرج بسنده عن ابن شهاب (٣) قال : قال لي خالد بن عبد الله القسري : اكتب لي النسب فبدأت بنسب مضر فمضيت فيه أياماً ثم أتيته ، فقال لي ما صنعت؟ فقلت بدأت بنسب مضر وما أتممته ، فقال : اقطعه قطعه الله مع أصولهم ، واكتب لي السيرة ، فقلت له : فإنَّه يمر بي الشيء من سيرة علي بن أبي طالب افأذكره؟
فقال : لا إلَّا أنْ تراه في قعر الجحيم. (٤)
وهذا الحديث يفسِّر لنا بوضوح لماذا جاءت روايات الزهري للسيرة التي رواها عنه عبد الرزاق الصنعاني بواسطة معمر خالية من ذكر علي عليهالسلام وفيما يلي نماذج من روايات الزهري بواية عبد الرزاق الصنعاني في كتابه المصنّف :
١. روى عبد الرزاق في المصنف عن معمر قال سألت الزهري : (عن أوّل من أسلم)؟ قال : ما علمنا أحداً أَسلم قبل زيد بن حارثة. (٥)
__________________
(١) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ٢٦ : ١٣٨.
(٢) نفس المصدر ص ٢٩٤ ، وانظر ترجمة أبي الطفيل في ابن عبد البر ، الاستيعاب ص ١٦٩٦ قال كان متشيعاً في علي وبفضله.
(٣) ابن شهاب : هو محمد بن مسلم القرشي الزهري ت ١٢٥ هـ.
(٤) أبو الفرج الاصفهاني ، الأغاني ج ٢٢ ص ٢٣ ، أخبار خالد بن عبد الله القسري.
(٥) روى أصحاب السير والتواريخ روايات كثيرة جداً بأسانيد صحيحة أنَّ عليّاً أوّل من آمن بالنبي صلىاللهعليهوآله وصدّقه وقد أورد ابن كثير في كتابه البداية والنهاية حديثاً صحيحاً باسناد الأمام احمد ثم أردفه بقوله وهذا لا يصح من أي وجه كان روي عنه ، ورد عليه العلامة الأميني في الغدير ج ٣ / ص ٢٢٠ ـ ٢٤٧ وأورد ستاً وستين نصّاً للنبي والصحابة والتابعين تؤكد إنَّ عليّاً أوّل من صدق النبي صلىاللهعليهوآله ، منها ما