الله حلوا وثاقه وأعطوه من المال كذا وكذا (١).
دور الامام السجاد والباقر والصادق عليهمالسلام
في الكوفة بعد نهضة الحسين عليهالسلام
كانت إمامة السجاد عليهالسلام من سنة ٦١ هـ إلى موته سنة ٩٤ هـ ثم إمامة ولده الباقر عليهالسلام إلى سنة ١١٤ هـ ثم إمامة ولده الصادق عليهالسلام إلى سنة ١٤٨ هـ وقد استهدف هؤلاء الأئمة الثلاثة مهمتين أساسيتين :
الأول : تربية الشيعة على الحزن والبكاء والزيارة للحسين كصفة دائمية في شخصيتهم واحياء العشرة الأولى من المحرم بذكر مصيبة الحسين وبخاصة يوم العاشر ثم الأربعين التي بدأها علي بن الحسين وجابر بن يزيد الانصاري ثم إقامة مجالس العزاء وانشاد الشعر فيه وقد بدأ ذلك علي بن الحسين بنفسه الشريفة حين بكى أباه قريبا من أربعين سنة ، ونمت الظاهرة وترعرعت برعاية الامامين الباقر والصادق عليهماالسلام حتى برزت كظاهرة اجتماعية.
الثانية : تربية نوعين من العلماء الأول علماء بكتب علي عليهالسلام في الفقه والسيرة والتفسير ليثقفوا الشيعة بثقافة كتاب علي عليهالسلام أمثال محمد بن مسلم الطائفي وزرارة بن اعين وحمران بن اعين وأبان بن تغلب وغيرهم. الثاني علماء من ذرية علي عليهالسلام ينهضون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على نهج الحسين والثورة على الأمويين لللإطاحة بهم وإقامة حكم على نهج علي عليهالسلام. كزيد بن علي بن الحسين وولده يحيى وعيسى ومحمد وإبراهيم ولدا عبد الله بن الحسن وآخرين من ولده أيضا ومنهم إدريس مؤسس ملك الادارسة في المغرب.
الكوفة على عهد هشام وثورة زيد رحمهالله ١١٢ هـ
قال البلاذري وهو يترجم لزيد بن علي رضياللهعنه : وقرأت في كتب سالم كاتب هشام كتاباً نسخته :
__________________
(١) الرازي ، مفاتيح الغيب ٢ / ١٩٤.