حازم : قال ... وطعنه رجل من الخوارج بخنجر مسموم في فخذه فوثب الناس على الرجل فقتلوه لا رحمهالله ونزل الحسن القصر الأبيض بالمدائن وكاتب معاوية في الصلح قال الذهبي وقال نحو هذا ابن إسحاق والشعبي. (١)
واما قوله (وعلم أنه إن اشتغل بحرب معاوية استولى الخوارج على البلاد وإن اشتغل بالخوارج استولى عليه معاوية). يمكن يصدق هذا الكلام قبل حرب النهروان لما اعلن الخوارج عن انفسهم وبدأوا بسفك دماء الابرياء وكان علي عليهالسلام قد تجهز لحرب معاوية فانصرف لقتال الخوارج في النهروان كما في رواية عبد العزيز بن سياه (٢). اما بعد الهنروان فقد بقي أفراد شكلوا نواة للاغتيال ، في العراق والشام ومصر ،
ومنها أنه تذكّر وعد جدّه الصادق عند كل أحدٍ في قوله إن ابني هذا سيِّدٌ ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. هذا القول من المبشرات وليس من الأسباب الداعية للصلح.
ويبقى من تعليله قوله (ما رأى من تشتت آراء من معه) هو الرأي السائد الذي ناقشناه ورددنا عليه.
(كان من رأي جند علي ان يبايعوا الحسن بالخلافة بعد قتل أبيه فبايعوه ولكن الرجل (أي الحسن) ... رأى جندا لا يركن إليه وخصما قوي الشكيمة ... فلم ير خيرا لنفسه ولا لأمته من أن يتنازل لمعاوية وصالحه على شروط رضيها الطرفان). (٣)
(دعا المسلمون إلى الحسن بن علي بعد مقتل أبيه واستخلفوه الا ان خلافته لم تثبت
__________________
(١) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ، تأليف : عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصي الملكي ، دار النشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ١٤١٩ هـ ـ ١٩٩٨ م ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود ـ علي محمد معوض.
(٢) ابن حجر ، فتح الباري ج ١٣ / ٥٢ ـ ٥٣.
(٣) الخضري ، الشيخ محمد ، الدولة الأموية ، دار المعرفة للطباعة والنشر ٢٠٠٥ ، ص ٢٨٧.