والشيخ الخضري ونظرائهم قد يكونون معذورين حين يعتمدون على رواية أبي مخنف دون ان يحققوا فيها بسبب خلفيتهم العقائدية التي تسوغ لهم قبول ذلك أو الانس به ،
اما ان يعتمد الكاتب الشيعي الامامي (١) على رواية أبي مخنف دون تحقيق او دون تجزئة فليس معذورا. (٢)
لقد شحن كتاب أبي مخنف باخبار تشوه الكوفيين وتجعلهم المسؤلين عن دعوة الحسين إلى الكوفة وعن خذلانه وقتله ،
وكذلك تشوه من سيرة المختار والثوار معه وتسميهم التوابين ليكفِّروا عن خذلانهم للحسين ، عليهالسلام في الوقت الذي كان هؤلاء في السجون ، قبل مجيء الحسين إلى العراق.
الرواية عن الأئمة من ذرية الحسين عليهالسلام : أهل الشام
هم قتلة الحسين عليهالسلام
وتأتي روايات الأئمة من ذرية الحسين عليهالسلام لتؤكد ان قتلة الحسين عليهالسلام هم أهل الشام ، وان أهل الكوفة اوفياء في نصرتهم لأهل البيت عليهمالسلام.
في الكافي (ج ٤ ص ١٤٧) سئل أبو عبد الله الصادق عليهالسلام عن صوم يوم تاسوعاء فقال :
تاسوعا يومٌ حوصِرَ فيه الحسين عليهالسلام وأصحابه بكربلاء ، واجتمع عليه خيلُ أهلِ الشام وأناخوا عليه ، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها ، واستضعفوا فيه الحسين عليهالسلام وأصحابه وأيقنوا أنه لا يأتي الحسين ناصر ولا يمده أهل العراق (٣) ، بأبي المستضعف الغريب.
وفي أمالي الطوسي (٦٦٧) : أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن صوم يوم
__________________
(١) قد يعترض البعض علينا باعتماد مرجع الشيعة في وقته الشيخ المفيد رحمهالله على رواية أبي مخنف في كتابه الإرشاد ، او في كتابه الجمل ، ولكنه اعتراض غير وارد لان الشيخ المفيد في الجمل يصرح انه انما أورد اخبار الجمل من المصادر غير امامية لأجل الاحتجاج بها على من يؤمن بتلك المصادر.
(٢) اشرنا إلى طرف من هذا الموضوع في كتابنا المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي ، ص ٤٦٩ ـ ٤٨٠ ، نرجو ان نوفق إلى تفصيلها في دراسة مستقلة.
(٣) لأنهم ما بين سجين ومختف ، فضلا عن قطع الطرق ووضع المراصد فيها.