وروى عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الرحمن بن حماد ، عن أبي مريم الأنصاري رفعه قال : إن الحسن بن علي عليهماالسلام خرج من الحمام فلقيه إنسان فقال : طاب استحمامك ، فقال : يا لكع وما تصنع بالاست ههنا؟ فقال : طاب حميمك ، فقال : أما تعلم أن الحميم العرق؟ قال : طاب حمامك : فقال : وإذا طاب حمامي فأي شيء لي؟
قال : طهر ما طاب منك ، وطاب ما طهر منك. (١)
عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال ما تكلم عندي أحد كان احب إلي إذا تكلم ان لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرو فإنه كان بين حسين بن علي وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في ارض فعرض حسين أمرا لهم لم يرضه عمرو فقال الحسن فليس له عندنا إلا ما رغم انفه قال فهذا اشد كلمة فحش سمعتها منه قط. (٢)
روى ابن سعد قال : جلس رجل إلى الحسن بن علي فقال انك جلست إلينا على حين قيام منا أفتأذن : (٣)
__________________
(١) الكليني ، الكافي ج ٦ ص ٥١٥. بيان : قال الفيروزآبادي : استحم اغتسل بالماء الحار ، وبالماء البارد ضد وقال : ولا يقال «طاب حمامك» وإنما يقال : طابت حِمَّتك بالكسر أي حميمك أي طاب عرقك. انتهى. ولعله عليهالسلام قال : ما تصنع بالاست ، على وجه المطايبة لكون الاست موضوعا لأمر قبيح ، وإن لم يكن مقصودا ههنا تنبيها له على أنه لا بد أن يرجع في تلك الأمور إلى المعصوم ، ولا يخترعوا بآرائهم ، ويحتمل أن يكون المراد أن الألف والسين والتاء الموضوعة للطلب غير مناسب في المقام فيكون إشارة إلى أن الاستحمام بمعنى الاغتسال لغة غير فصيحة (بحار الانوار ج ٤٤ ص ٣٤١).
(٢) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج ١٤ ص ٨٠ ، ابن سعد ، الطبقات الكبرى القسم الناقص ج ١ ص ٢٧٩ ، المزي ، تهذيب الكمال ج ٢ ص ٥٩١ ، الزبير بن بكار ، جمهرة نسب قريش وأخبارها ، ص ٢٤.
(٣) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، القسم الناقص ج ١ ص ٢٨١ ، ابن أبي شيبة ، المصنف ج ٥ ص ٢٤٣ ، السيوطي ، تاريخ الخلفاء ج ١ ص ٢٢٥.