قد حج خلال هذه السنوات العشر والنجائب تقاد بين يديه. (١) وكان قد حج قبل ذلك خمس عشرة حجة ايضا زمن ابيه عليهالسلام.
وهذا حفيده من ابنته الإمام الصادق عليهالسلام يصف عبادة جده الحسن عليهالسلام قال حدثني أبي عن أبيه عليهماالسلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام :
كان أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ،
وكان إذا حج حج ماشيا ، وربما مشى حافيا ،
وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها.
وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل ،
وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، وسأل الله تعالى الجنة ، وتعوذ به من النار ،
وكان لا يقرأ من كتاب الله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا) إلا قال : لبيك اللهم لبيك ، ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكرا لله سبحانه ،
وكان أصدق الناس لهجة ، وأفصحهم منطقا. (٢)
وهكذا انتشرت ثقافة الولاء لأهل البيت التي أسسها الكتاب والسنة في مسلمة
__________________
(١) قال عبد الله بن العباس : ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيا ، ولقد حج الحسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. (النووي ، المجموع ج ٧ ص ٩١ ، وفي رواية علي بن زيد بن جدعان قال حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا. (ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ٢٤٣).
(٢) الشيخ الصدوق ، الأمالي ص ٢٤٤.