الفتوح في اهل الشام ، ومن ثم تجانست ثقافتهم مع مسلمة الفتوح في الشرق وعادوا أمة واحدة في الواقع السياسي تحكمهم دولة واحدة هي دولة الكتاب والسنة فقط من دون اجتهادات الخليفتين وعلى مستوى واحد من المعرفة بحديث الغدير وحديث الثقلين وحديث المنزلة وغيرها من النصوص التي تؤسس الإمامة الإلهية لأهل البيت عليهمالسلام وأولهم علي عليهالسلام أخذ بها من شاء وتركها من شاء ، شأنهم شأن المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله. عملاً بقاعدة (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) البقرة / ٢٥٦ التي أسسها النبي صلىاللهعليهوآله في المعتقد.
وكانت الفترة التي استغرقتها نهضة علي عليهالسلام من أيام الحج سنة ٢٧ هجرية إلى وفاة ولده الحسن عليهالسلام مسموماً نهاية سنة ٥٠ هـ لإحياء سنة النبي صلىاللهعليهوآله ونشرها كثقافة في الأمة الإسلامية ثلاث وعشرون سنة ، وهي نظير الفترة التي استغرقتها مهمة نشر احكام الاسلام بما فيها ولاية علي عليهالسلام منذ بعثة النبي صلىاللهعليهوآله إلى يوم الثامن عشر من ذي الحجة يوم بلغ النبي صلىاللهعليهوآله أمته في غدير خم بولاية علي عليهالسلام الإلهية.
وكانت السنوات من سنة ٤١ هجرية الى سنة ٥٠ هجرية من اروع سنوات الامة الاسلامية على الاطلاق بعد سنوات النبي في المدينة وسنوات علي حين بويع حيث الامان والحرية في التعبد والتعبير عن المعتقد.
اما اهل العراق فقد تأكد لديهم من تجربة الصلح لعشر سنوات عمق حكمة الحسن حين راوا اثارها وحين راوا منه ما لم يشهدوا نظيره من اتباع ولد لأبويه بإحسان فقد وظف الحسن الملك الذي بيده لخدمة مشروع ابيه وجده وهما بعضهما من بعض فصار بذلك هو منهما وعلى نهجهما ، ان صلح الحسن بتسليمه الملك المستقر لمعاوية وقد اقره عليه هو اكبر شهادة على رسالية الحسن وانه من ابويه وهو منهما رساليا (ذرية بعضها من بعض).