المسيب قال : حج علي وعثمان فلما كنا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتع فقال علي إذا رأيتموه قد ارتحل فلبى علي وأصحابه بالعمرة ... (١)
قال الإمام السندي بهامشه : قال (إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا) أي ارتحلوا معه ملبين بالعمرة ليعلم أنكم قدمتم السنة على قوله ، وانه لا طاعة له في مقابل السنة. (٢)
وفي صحيح البخاري وسنن النسائي وسنن الدارمي وسنن البيهقي ومسند احمد ومسند الطيالسي وغيرها عن علي بن الحسين عليهماالسلام عن مروان بن الحكم قال : شهدت عثمان وعليا عليهالسلام وعثمان ينهى عن المتعة وان يجمع بينهما فلما رأى علي أهل بهما لبيك بعمرة وحجة معا قال ما كنت لأدع سنة النبي صلىاللهعليهوآله لقول أحد. (٣)
وفي لفظ النسائي : فقال عثمان أتفعلها وأنا أنهى عنها فقال علي لم اكن لأدع سنة رسول الله لأحد من الناس.
كان هذا في بدء مشروعه الإحيائي سنة ٢٨ هـ اتسع أمر الإحياء لكل السنن غير انه لم يرغم أحدا على ذلك وإنما اكتفى برفع الحظر الذي فرضته الخلافة القرشية على العمل بالسنن ، وبقي بعض النسا يعمل بما سنته الخلافة على الرغم من مخالفته للسنة.
كان علي يحث على نشر السنة النبوية وتدوينها سواء فيما يتعلق بفضائله وفضائل أهل بيته أو في الأحكام.
روى احمد بن حنبل حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يونس بن ارقم حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال شهدت عليا في الرحبة ينشد
__________________
(١) النسائي ، سنن النسائي ص ٤٤٨. واحمد بن حنبل ، مسند احمد ج ١ ص ٣٣٥. والحاكم ، المستدرك على الصحيحين ج ١ ص ٦٤٥. وابن كثير ، البداية والنهاية ، ج ٥ ص ١٢٥ و ١٢٧.
(٢) يتضح من الرواية وتعليق السندي ان عليا عليهالسلام وأصحابه كانوا في الحج على السنة وكان عمر وعثمان ومن اقتدى بهما على خلاف السنة.
(٣) البخاري ، صحيح البخاري ص ٢٨٩. والنسائي ، سنن النسائي ص ٤٤٦. والدارمي ، سنن الدارمي ص ٣٢٦. واحمد بن حنبل ، مسند احمد ج ٢ ص ٨١. والطيالسي ، مسند الطيالسي ج ١ ص ٦٤ ـ ٦٧.