مدينة دمشق ج ١ ص ٣٣٠ عن الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال من أراد الإسناد والحديث الذي يسكن إليه فعليه بأهل المدينة ومن أراد المناسك والعلم بها والمواقيت فعليه بأهل مكة ومن أراد المقاسم وأمر الغزو فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق.
محمد بن إسماعيل البخاري (تـ ٢٥٦ هـ)
قال الذهبي : البخاري شيخ الإسلام وامام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين وحفظ تصانيف بن المبارك وهو صبي ، وتوفي سنة ٢٥٦ هـ وله من المصنفات : الجامع الصحيح وكتاب التاريخ في تراجم رواة الحديث وغيرها.
قال الذهبي : البخاري يتجنب الرافضة كثيرا ، كأنه يخاف من تدينهم بالتقية ولا نراه يتجنب القدرية ولا الخوارج ولا الجهمية ، فإنهم على بدعهم يلزمون الصدق. (١)
أقول :
ان البخاري قد تجنب الرواية عن الرافضة مسايرة للعباسيين في موقفهم من الامام الحسن عليهالسلام وموقفهم من الامام الصادق عليهالسلام. بل هو لا يحتج برواية الامام الصادق عظيم أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله في وقته ، كما ترك الرواية عن ولده الامام موسى بن جعفر عليهالسلام ، كما ترك الرواية عن الامام الرضا وولده الجواد وولده الهادي عليهالسلام وقد كان معاصرا لهم.
قال الذهبي في ترجمة جعفر بن محمد عليهالسلام : احد الأئمة الأعلام بر صادق كبير الشأن لم يحتج به البخاري. (٢)
أقول :
ولم يقف البخاري عند ذلك بل امتد إلى الصحابة الذين عرفوا بتشيعهم فقد ترك
__________________
(١) الذهبي ، ميزان الاعتدال ج ٣ ص ١٦٠ ترجمة علي بن هاشم بن البريد ، أبو الحسن الكوفي الخزاز ، مولى قريش. وثقه ابن معين ، وغيره. وقال أبو داود : ثبت يتشيع.
وقال البخاري : كان هو وأبوه غاليين في مذهبهما. قال الذهبي : ولغلوه ترك البخاري إخراج حديثه.
(٢) الذهبي ، ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج ٢ ص ١٤٤.