ان لا يراق في دفنه محجمة دم وتدخل الوسطاء.
وقد أجابت مصادر التاريخ ان معاوية قد غير سياسة الأمان لشيعة علي إلى رعب وقتل وملاحقة وسياسة ذكر علي بخير إلى لعن وذكر بسوء ، وعيَّن ابنه يزيد خلفا له من بعده وبذلك أوجد حدثا جديدا في الإسلام لم يكن له سابقة وهو ان يحصر الحاكم الحكم في اسرته مضافا إلى إحلاله العهد.
فقد روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتاب (الاحداث) قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته.
فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته ...
ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه.
وشفع ذلك بنسخة أخرى :
من اتهمتوه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره.
فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة. (١)
وسجلت مصادر التاريخ الأولى قتل حجر وعمرو بن الحمق الخزاعي وأصحابها العابدين المصلين ، وقطع الايدي وسمل الاعين والنفي الدفن لبعضهم وهو حي ، ثم ختم معاوية سياسته هذه بتعيين ولده يزيد ولي عهده ليضمن مواصلة سياسته فكان قتله
__________________
(١) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج ١١ ص ٤٦. أقول : أورد المدائني بعدها قوله (فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السالم فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل الا وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض) وقد مر تحقيقنا في المسالة ان ورودها هنا اشتباه أو تعمد لتضييع الانجاز العظيم للامام الحسن عليهالسلام في صلحه. والحق هو ان ذلك من معاوية كان بعد وفاة الحسن عليهالسلام.